- الْمَعْنى قَالَ الواحدى يَقُول قلدتنى يَده سَيْفا لَا مثل لَهُ فى السيوف فَهُوَ عديم الْمثل كمن لم تعقب أجداده مثله وَكَانَ وَاحِدًا فى جملَة إخوانه وأترابه وَأَرَادَ بأجداد الحسام الْمَعَادِن الَّتِى مِنْهَا تستخرج جَوَاهِر الْحَدِيد فَهُوَ يَقُول لم يطبع مثله فَلَا نَظِير لَهُ وَقَالَ أَبُو الْفَتْح كَانَ يستحسن مِنْهَا جَوَاهِر الْحَدِيد وَقد أهْدى إِلَيْهِ سَيْفا نفيسا طَوِيل النجاد وَقد تجَاوز فى هَذَا الْمَعْنى أَبُو نواس بقوله

(أشَمّ طَوِيلُ السَّاعدَينِ كأنَّما ... يُناطُ نِجاداً سيفِهِ بِلِوَاءِ)

12 - الْغَرِيب إياة الشَّمْس ضوءها قَالَ طرفَة

(سَقَتْهُ إياةُ الشَّمْسِ إِلَّا لِثاتِهِ ... أُسِفّ وَلم تكْدِمْ عليهِ بإثْمِدِ)

وَإِذا فتح أَوله مد وَمِنْه قَول ذى الرمة

(تَرىِ لأَيَاءِ الشَّمسِ فِيهَا تحدُّرَا ... )

والأرآد يجوز أَن يكون جمع رأد وَهُوَ الضَّوْء يُقَال رأد النَّهَار وَيجوز أَن يكون جمع رئد وَهُوَ الترب وَيجوز ترك الْهَمْز فِيهِ قَالَ كثير

(وَقَدْ دّرَّعُوها وَهىَ ذاتُ مُؤَصَّدٍ ... مَجُوبٍ ولمَّا يلبسِ الدّرعَ رِيدُها)

الْمَعْنى يَقُول كلما سل هَذَا الحسام ضاحكته إياة الشَّمْس وتقر بِأَن ضوءها مثل ضوئه وَالْكِنَايَة فى أَنَّهَا للإياة وَإِنَّمَا جمع الأرآد مَعَ تَوْحِيد الإياة حملا على الْمَعْنى فَإِن عِنْد كل سلة مضاحكة بَينه وَبَين إياة الشَّمْس

13 - الْمَعْنى يَقُول مثلُوا هَذَا السَّيْف فى غمده أى جعلُوا على غمده مِثَاله وَصورته وَهُوَ أَنهم غشوه فضَّة محرقة فَأَشْبَهت تِلْكَ الْآثَار هَذَا السَّيْف وَمَا عَلَيْهِ من آثَار الفرند وَالْمعْنَى أَنه يغمد فى جفن عَلَيْهِ آثَار كأثره قَالَ الواحدى خشيَة الْفَقْد يُرِيد أَن النَّاس يَقُولُونَ إِن هَذَا السَّيْف عَزِيز فلعزه وَخَوف فَقده غشوا جفْنه الْفضة قَالَ أَبُو الْفَتْح صونا للجفن من الصدإ لِئَلَّا يَأْكُلهُ قَالَ ابو فورجة يُرِيد مَا نسج عَلَيْهِ من الْفضة تَصْوِير لما كَانَ على مَتنه من الفرند فعل ذَلِك بِهِ إِرَادَة أَن لَا تفقده الْأَعْين بِكَوْنِهِ فى غمده بل يكون كَأَنَّهَا ناظرة إِلَيْهِ وَلم يرد بقوله خشيَة الْفَقْد ذَهَابه وضياعه بل أَرَادَ أَنه لحسنه لَا يشتهى مَالِكه أَن يفقد منظره بإغماده فقد مثله فى جفْنه بِمَا عمل عَلَيْهِ من نقش الْفضة وَقَالَ الْخَطِيب إِنَّمَا جعل غمده مشبها لَهُ فَيقوم مقَامه وفى مَعْنَاهُ

(إِذا بَرِقوا لم تعرفْ البِيض منهمُ ... سَرَابيلُهم مِن مثْلِها والعمائم)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015