- الْغَرِيب يجوز أَن يكون لونى مَفْعُولا ثَانِيًا كَمَا تَقول صبغت الثَّوْب أَحْمَر أى جعلته كَذَلِك وَلِأَنَّهُ فِيهِ معنى الإحالة أى حَال الْحيَاء بياضها لونى وَيجوز أَن يكون على حذف مُضَاف تَقْدِيره صبغ الْحيَاء بياضها أصفر مثل اصفرار لونى الْغَرِيب اللجين الْفضة والعسجد الذَّهَب واللون وَاحِد الألوان كالبياضا والسواد والاحمرار وَغير ذَلِك من الألوان واللون النَّوْع واللون دقل التَّمْر 1 الْمَعْنى لما سَمِعت كلامى مَضَت على استحياء وَقَالَ قوم الْحيَاء يُورث حمرَة فى الْوَجْه لَا صفرَة وَإِنَّمَا اصفر لَوْنهَا لِأَنَّهُ حَيَاء خالطه خوف لِأَنَّهَا خَافت الفضيحة على نَفسهَا أَو أَن تطالب بدمه أَو خَافت الرَّقِيب فغلب هَذَا الْخَوْف على سُلْطَان الْحيَاء فأورث صفرَة وَمعنى الْبَيْت من قَول ذى الرمة

(كَأَنَّهَا فِضَّةٌ قد مَسَّها ذَهَبُ ... )

6 - الْإِعْرَاب متأودا حَال من قرن الشَّمْس وَالْعَامِل فى الْحَال رَأَيْت وغصن يجوز أَن يكون مُبْتَدأ لِأَنَّهُ نكرَة مَوْصُوفَة وَيجوز أَن يكون خبر ابْتِدَاء مَحْذُوف الْغَرِيب الْقرن على وُجُوه كَثِيرَة وَأَرَادَ هُنَا بقرن الشَّمْس أول مَا يَبْدُو مِنْهَا وفى الحَدِيث " نهى عَن الصَّلَاة عِنْد طُلُوع الشَّمْس لِأَنَّهَا تطلع بَين قرنى الشَّيْطَان " فَأَرَادَ يخرج قرنها بَين قرنى الشَّيْطَان والمتأود المتمايل الْمَعْنى يُرِيد أَن لَوْنهَا قمر وعارض الصُّفْرَة فِيهَا قرن الشَّمْس وَقَالَ أَبُو الْفَتْح قد جمعت حسن الشَّمْس وَالْقَمَر وَجعل قامتها غصنا متمايلا شَبِيها بالقضيب لاعتداله وتمايله وتثنيه وَهُوَ // معنى حسن // جمع الْبَيْت تَشْبِيها جيدا يُرِيد كَانَت كَالْقَمَرِ فى بياضها فَلَمَّا اصْفَرَّتْ خجلا صَارَت الصُّفْرَة فى بياضها كقرن الشَّمْس فى الْقَمَر وَقَالَ ابْن القطاع غُصْن مَرْفُوع بِالْحَال وَالضَّمِير فِي بِهِ يرجع لغصن وَيتَعَلَّق بقوله يتأود أى يتمايل قده بِهِ

7 - الْإِعْرَاب عدوية خبر ابْتِدَاء مَحْذُوف أى هى عدوية أَو قاتلتى عدوية وَقيل بل هى رفع على خبر إِن فى قَوْله

(إِن الَّتِى سفكت دمى عدوية ... )

وسلب النُّفُوس ابْتِدَاء خبْرَة مقدم عَلَيْهِ الْغَرِيب عدوية منسوبة إِلَى عدى وَالنِّسْبَة إِلَيْهِ عدوى تَقول فى على علوى وبدوية منسوبة إِلَى بدا وَهُوَ بِمَعْنى البدو والبادية وَالنِّسْبَة إِلَى البدو بدوى بجزم الدَّال وَإِلَى الْبَادِيَة بادى وبدوى بِفَتْح الدَّال والبداوة بِفَتْح الْبَاء وَكسرهَا الْإِقَامَة فى الْبَادِيَة وهى خلاف الحضارة قَالَ تقلب ثَعْلَب لَا أعرف البداوة بِالْفَتْح إِلَّا عَن أَبى زيد وَالنِّسْبَة إِلَيْهَا بداوى الْمَعْنى يُرِيد أَن هَذِه المحبوبة منيعة لَا يقدر أحد عَلَيْهَا لمنعة قَومهَا فدون الْوُصُول إِلَيْهَا سلب النُّفُوس وَهُوَ قتل طالبيها وتوقد نيران الْحَرْب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015