- الْإِعْرَاب هواجل وَمَا بعده عطف على نَار حَرْب فى الْبَيْت الأول الْغَرِيب الهواجل جمع هوجل وهى الأَرْض الواسعة والصواهل الْخُيُول والمناصل السيوف والذوابل الرماح والهواجل أَيْضا النوق وَيجوز أَن يُرِيد بهَا النوق قَالُوا ليَكُون أليق بِالْبَيْتِ لِأَن ذكر النوق مَعَ الْخَيل أشبه من ذكر الأَرْض مَعَ الْخَيل الْمَعْنى يَقُول دون الْوُصُول إِلَيْهَا هَذِه الْأَشْيَاء الْمَذْكُورَة لمنعتها وعزتها وَعزة قَومهَا
9 - الْمَعْنى يرْوى
(مودتنا الليالى عِنْدهَا ... )
يُرِيد أبلاها بعد الْعَهْد وأنساها مودتها إيانا وَقَوله
(وَمَشى عَلَيْهَا ... )
مُبَالغَة فى الإبادة أى وَطئهَا وطأ ثقيلا كَوَطْء الْمُقَيد لَا يقدر على خفَّة الْوَطْء وَرفع الرجلَيْن فَهُوَ يطَأ وطأ ثقيلا كَقَوْلِه
(وطْءَ المَقيَّد يَابِس الهَرْمِ 1 ... )
قَالَ الواحدى قَالَ ابْن جنى هَذَا مثل واستعارة وَذَلِكَ أَن الْمُقَيد يتقارب خطوه فيريد أَن الدَّهْر دب إِلَيْهَا فغيرها والذى قَالَه يفْسد بقوله عَلَيْهَا وَلَو أَرَادَ مَا قَالَ لقَالَ إِلَيْهَا كَمَا قَالَ حبيب
(فَيا حُسْنَ الرُّسُومِ ومَا تَمَشَّى ... إِلَيْهَا الدَّهْرُ فى صْوِرَ البِعادِ)
10 - الْغَرِيب أَبْرَح بِهِ وبرح بِهِ أى اشْتَدَّ عَلَيْهِ والبرح والبرحاء الشدَّة الْمَعْنى قَالَ الواحدى قَالَ ابْن جنى أبرحت تجاوزت الْحَد وعنى بالممرض جفنها وَمرض الطَّبِيب وَعِيد الْعود مثل أى تجاوزت يَا مرض الجفون الْحَد حَتَّى أحوجت إِلَى طَبِيب وعود يُبَالغ فى شدَّة مرض جفنها وَقَالَ ابْن فورجة أَبْرَح أَبُو الْفَتْح فى التعسف وَمن الذى جعل مرض الجفون متناهيا وَإِنَّمَا يستحسن من مرض الجفون مَا كَانَ غير مبرح كَقَوْل أَبى نواس
(ضعيفةُ كَرّ اللَّحظ تحسبُ أَنَّهَا ... قرِبةَ عَهْدٍ بالإفاقة من سُقْمِ)
وَلَو أَرَادَ تناهية لقَالَ تحسبها فى برسام أَو نزع روح وَإِنَّمَا عَنى بالممرض نَفسه وَأَنه أَبْرَح بِهِ حبه لذَلِك الجفن الْمَرِيض وَأَنه بلغ إبراحه بِهِ إِلَى أَن أمرض طبيبه وَعِيد عوده رَحْمَة لَهُ على طريقهم فى التناهى بالشكوى هَذَا كَلَامه وَهُوَ على مَا قَالَ وَقَوله مرض الطَّبِيب لَهُ أى لأَجله مرض حَتَّى هاله مَرضه وَالدَّلِيل على كَون الممرض هُوَ المتنبى قَوْله
(فَلهُ بَنو عبد الْعَزِيز بن الرِّضَا ... )
وَقيل أبرحت بِهِ أى صرت بِهِ إِلَى البرح وَهُوَ الْأَمر الشَّديد الشاق وَقَالَ الْخَطِيب جعل مرض الجفون لِأَنَّهُ يحملهَا على الْبكاء والسهو ويروى يَا مرض الجفون بِكَسْر الرَّاء وَهُوَ قَلِيل فى الِاسْتِعْمَال إِنَّمَا يَقُولُونَ فلَان مَرِيض وَالْقِيَاس لَا يمْنَع من قَوْلك رجل مرض كسقم قَالَ الْأَعْشَى
(يقضِى بهَا المَرْء حاجاته ... ويشفى عَلَيْهَا الفُؤاد السَّقِم)