كافورا إِنْسَان الْعين لِأَن الخاصية فِيهِ وَقَالَ أَبُو الْفَتْح هَذَا الْبَيْت فِي مَعْنَاهُ قَول ابْن الرُّومِي
(أكْسَبها الحُبَّ أنَّها صُبِغَتْ ... صِبغَةً حَبّ القُلُوبِ وَالحدَقِ)
إِلَّا أَن المتنبي فضل السود على الْبيض لِأَنَّهُ قَابل السوَاد فِي الحدقة وَهُوَ أشرف مأقى الْعين بالبياض وَقَالَ الواحدى جعله إِنْسَان عين الزَّمَان كِنَايَة عَن سَواد لَونه وَهُوَ الْمَعْنى الْمَقْصُود من الدَّهْر وأبنائه وَأَن من سواهُ فضول لَا حَاجَة بِأحد إِلَيْهِم كَالَّذي حول الْعين جفون ومآق وَقَالَ ابْن الشجري مَا مدح أسود بِأَحْسَن من هَذَا
22 - الْغَرِيب الأيادي جمع يَد بِمَعْنى النِّعْمَة وَهِي تجمع على أياد بِخِلَاف الْجَارِحَة فَهِيَ تجمع على أيد وَتقول لَهُ عِنْدِي يَد أَي نعْمَة وَبِه فسر قَوْله تَعَالَى {بل يَدَاهُ مبسوطتان} الْمَعْنى يَقُول هَذِه الْخَيل تجوز عَلَيْهَا الْمُحْسِنِينَ أَي تتخطاهم إِلَى هَذَا الممدوح الَّذِي عَادَته أَن يحسن إِلَيْهِم وَقد رَأينَا إنعامه عَلَيْهِم فاخترنا قَصده على قصدهم لِأَنَّهُ فَوْقهم وَقَالَ الواحدى يَعْنِي بالمحسنين سيف الدولة وعشيرته وَلَيْسَ كَمَا قَالَ وَإِنَّمَا أَرَادَ نتخطى عَلَيْهَا أُنَاسًا فِي ولَايَة الْأسود نرى عَلَيْهِم إحسانه خلعه وعطاياه وَلم يكن للأسود على سيف الدولة وَلَا قومه إِحْسَان وَأما لَو قَالَ ترى عِنْده إحسانهم والأياديا لَكَانَ قَول الواحدى الْمَعْنى وَذَلِكَ أَنه كَانَ يُرِيد تَتَخَطَّى سيف الدولة وعشيرته إِلَى الَّذِي يرى عِنْده إنعام أُولَئِكَ وإحسانهم إِلَى من يقصدهم وَكَذَلِكَ هَذَا يفعل بِمن يَقْصِدهُ فَيحسن إِلَيْهِ فإحسان الْجَمِيع نرَاهُ عِنْد هَذَا الممدوح
22 - الْإِعْرَاب فَتى يجوز أَن يكون فِي مَوضِع جر بدل من قَوْله إِلَى الَّذِي وَيجوز أَن يكون فِي مَوضِع رفع بِتَقْدِير هُوَ الَّذِي وَيجوز أَن يكون فِي مَوضِع نصب بدل من قَوْله إِنْسَان عين زَمَانه أَو نقصد فَتى ونرجى فِي مَوضِع الْحَال تَقْدِيره مرجين فَصَرفهُ إِلَى الِاسْتِقْبَال الْمَعْنى يَقُول مازلنا نرجو لقاءه مُنْذُ زمَان قديم ننتقل من ظهر إِلَى بطن حَتَّى تلقيناه
24 - الْغَرِيب العون جمع عوان وَهِي خلاف الْبكر وَهِي الَّتِي بَين السنين فَوق الْبكر وَدون الفارض والعذارى جمع عذراء وَهِي الْبكر الَّتِي لم يَمَسهَا بعل الْمَعْنى يَقُول قدره جليل فَلَا يفعل شَيْئا إِلَّا ابتكار وَلَا يفعل شَيْئا قد سبق إِلَيْهِ وَإِنَّمَا يفعل المكرمات ابتداعا واختراعا وَهُوَ كَقَوْلِه
(تَمْشِى الكِرَامُ عَلى آثارِ عيرِهمِ ... وَأنْتَ تَخْلُقُ مَا تَأتي وَتَبْتَدعُ)