فَهِيَ حمر وَقد صَارَت الأَرْض حَمْرَاء فشبهها بريش الدراج فَجمع بَين الشّعْر الْأسود والأبيض وَالدَّم فَجعله كصدر ذكر الدراج وَهُوَ من أحسن التَّشْبِيه لِأَنَّهُ جعل الشّعْر الأشمط وَالدَّم والعناصي نواحي الرَّأْس كريش الحقيطان وَمِنْه قَول أبي النَّجْم
(إنْ يُمْسِ رَأسِي أشْمَطَ العَناصِي ... )
36 - الْإِعْرَاب يُرِيد أهل الْعِشْق فحدف وَالضَّمِير فِي فِيهَا واجع إِلَى أَرض فَارس الْمَعْنى يَقُول هَذِه هَذِه الأَرْض آمِنَة لِأَن الْأَمْن قد عَمها قريبها وبعيدها حَتَّى لَو كَانَت قُلُوب أهل الْعِشْق فِيهَا لما خَافت من العهون وَهُوَ معنى حسن
37 - الْغَرِيب الشبل ولد الْأسد وَالْمهْر الصَّغِير من الْخَيل والرهان السباق الْمَعْنى لم أر فِي النَّاس مثل ولديه اللَّذين كشبلي أَسد فِي الشجَاعَة ومهري رهان فِي الْمُسَابقَة إِلَى الْكَرم وارتفاع الْمجد
38 - الْغَرِيب الهجان الْخَالِص الْكَرِيم وَأَرْض هجان طيبَة الترب الْمَعْنى يَقُول لم أر أَشد تنَازعا أَي تجاذبا لأصل كريم وَأب كريم مِنْهُمَا يُرِيد أَن كل وَاحِد مِنْهُمَا يجاذب صَاحبه فِي كرم الأَصْل فيريد أَن يكون أكْرم من صَاحبه وَأَن يكون حَظه أوفر من حَظّ صَاحبه فِي الْكَرم وَلم أر وَلَدي أَب أشبه مِنْهُمَا بأب كريم خَالص النّسَب
39 - الْإِعْرَاب الضَّمِير فِي مجالسه يعود إِلَى أَب تَقْدِيره لم أر وَلدين أَكثر استماعا فِي مجَالِس الْأَب مِنْهُمَا الْمَعْنى يَقُول لَا يجْرِي فِي مجْلِس أَبِيهِمَا إِلَّا ذكر المطاعنة فهما لَا يستعملان غير ذَلِك وَلَا يستمعان سوى ذكر الشجَاعَة وَالْكَرم
40 - الْإِعْرَاب روى أَبُو الْفَتْح داية وَهِي الَّتِي يُقَال لَهَا الظِّئْر وَهِي الَّتِي ترْضع الْمَوْلُود وروى الواحدي وَغَيره راية وَهِي فعلة من الرَّأْي الْمَعْنى يَقُول فِي رِوَايَة أبي الْفَتْح إِن الْمَعَالِي تولت تربيتهما فَلَا يميلان إِلَّا إِلَيْهَا ويحبانها حب الصَّبِي من رباه وَفِي رِوَايَة الواحدي وَغَيره أول شَيْء رأياه الْمَعَالِي فقد عشقاها قبل أَوَان الْعِشْق