الْمَعْنى قَالَ الواحدي يُرِيد أَنه يرى دمشق فِي النّوم وه بِفَارِس فخيال منَازِل دمشق يتبعهُ وَالْمعْنَى أَنه يُحِبهَا وَيكثر ذكرهَا ويحلم بهَا وَقَالَ وَيجوز أَن يُرِيد خيال حبيب لَهُ بِدِمَشْق ونواحيها يَأْتِيهِ فِي مَنَامه وَقَالَ أَبُو الْفَتْح هَذِه الْمنَازل لما شاهدت حسنها لَا أَزَال أرى خيالها فِي النّوم فَكَأَنَّهَا تشيعني إِلَى ذَلِك الْمَكَان
14 - الْغَرِيب الْوَرق جمع وَرْقَاء وَهِي الَّتِي فِي لسنها بَيَاض إِلَى سَواد وَقيل للرماد أَوْرَق وللحمامة وللذئبة وَرْقَاء قَالَ رؤبة
(فَلا تَكُونِي يَا بْنَةَ الأشَمّ ... وَرْقاءَ دَمي ذِئْبَها المُدِمي)
والأغاني جمع أغنية وَقد قَالُوا أغان ومخففا والقيان جمع قينة وَهِي الْمُغنيَة الْمَعْنى يَقُول لطيبها قد اجْتمع أصوات الْحمام والقيان بهَا يُجَاوب بَعْضهَا بَعْضًا
15 - الْغَرِيب الشّعب هُوَ الشّعب الأول وَهُوَ شعب بوان مَوضِع من أَعمال شيراز وَهُوَ بِالْقربِ مِنْهَا وأصل الشّعب الطَّرِيق فِي الْجَبَل وَالْجمع شعاب وغنى الْحمام وناح هُوَ مَوْجُود فِي أشعار الْعَرَب فَتَارَة تَقول غنى الْحمام إِذا طرب وَتارَة تَقول ناح إِذا شجى الْمَعْنى يُرِيد أهل الشّعب أحْوج إِلَى الْبَيَان من حمامها فِي غنائها ونوحها لِأَنَّهُ لَا يبان لَهَا وَلَا فصاحة فَلَا تفهم الْعَرَب كَلَامهم وَقَالَ أَبُو الْفَتْح أعاجم الشّعب نَاس قد بعدوا عَن الإنسانية مثل الْحمام إِلَّا أَن أوصافهما فِي عدم الإفصاح والاستعجام مُتَقَارِبَة جدا وَفِي الْخلق متباعدة
16 - الْمَعْنى هُوَ مَا قَالَه أَبُو الْفَتْح وكتبناه فِيمَا قبله يُرِيد أَنهم قد بعدوا عَن الْحمام بالإنسانية ووصفها لَكِن العجمة تجمعهما فالحمام أعجم وهم الْأَعَاجِم
17 - الْإِعْرَاب أهوَ اسْتِفْهَام إِنْكَار الْمَعْنى يَقُول فرسي يَقُول وَأَنا بِهَذَا الْمَكَان مُنْكرا عَليّ أَعنِي هَذَا الْمَكَان يسَار إِلَى المطاعنة وَالتَّقْدِير لَو نطلق لقَالَ لي ذَلِك