- الْإِعْرَاب كل ابْتِدَاء وَخَبره الْوَقْت الثَّانِي الْغَرِيب النائل الْعَطاء وَأَحْيَانا جمع حِين والوهاب جمع واهب وَقد روى على التَّوْحِيد على وزن فعال بِفَتْح الْوَاو الْمَعْنى يَقُول لَيْسَ الجوده وَقت مَحْدُود بل يجود كل الْأَوْقَات وَالْإِنْسَان إِنَّمَا يجود حينا بعد حِين

36 - الْغَرِيب سبك صفى وَجمع والخزان جمع خَازِن وَالسُّؤَال جمع سَائل الْمَعْنى يَقُول أَنْت الَّذِي جمع الْأَمْوَال وخلصها وصفاها ثمَّ أَعْطَاهَا لمن يَقْصِدهُ فكأنهم خزان لَهَا فتسلموها كَمَا يتسلمها الخازن وَهُوَ من قَول البحتري

(جُمَلٌ مَنْ لُها يُشَكِّكْنَ فِي القَوْمِ ... أهُمْ مُجْتَدُوهُ أم خُزَّانُهْ)

37 - الْإِعْرَاب يرْوى أخليت أَي وجدت خَالِيا ويروى أخليت بِفَتْح الْهمزَة أَي وجدت مَكَانا خَالِيا يُقَال أكذبته صادفته كذابا وأجبنته صادفته جَبَانًا وأفحمته وجدته مفحما والمرتقب الرَّقِيب الْمَعْنى يَقُول أَنْت رَقِيب على نَفسك فلست تفعل فِي السِّرّ غير الَّذِي تَفْعَلهُ فِي العلن وَهَذَا من قَول عبد الله بن الدمينة

(وَإني لأسْتَحْيِيكَ حَتَّى كأنَّما ... عَلىَّ بظَهْرِ الغَيْبِ مِنْكَ رَقِيبُ)

38 - الْمَعْنى يَقُول أَنْت كريم فَوق كل كريم إِن استزدتك كرما كنت كمن نبه يقظان لِأَن النَّائِم هُوَ الَّذِي يُنَبه وَالْيَقظَان لَا يُنَبه كَذَلِك أَنْت لَا تستزاد كرما وَقَوله نَام وَلم يقل نمت هرب من هَذَا لما كَانَ فِي الضَّمِير ذمّ لم يردهُ إِلَى نَفسه وَلم يُؤثر الْإِخْبَار بِهِ عَن نَفسه وَهَذَا من أدق مَا فِي شعره وأدله على حكمه واستيلائه على قصب السَّبق فِي شعره وَلَو تَأَمَّلت شعره وجدت فِيهِ كثيرا من هَذَا وَإِذا كَانَ فِي الضَّمِير مدح أَعَادَهُ إِلَى نَفسه أَلا ترى إِلَى قَوْله

(وَإِنِّي لَمِن قَوْمٍ كَأنَّ نُفُوسَنا ... )

فَأَعَادَ الضَّمِير إِلَيْهِ وَلم يقل نُفُوسهم وَهَذَا عَادَته فِي شعره وَهُوَ من البلاغة والحذق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015