لَا تصح وَإِذا حملت الخليقة على السجايا فسد معنى الْبَيْت لِأَن الْخلقَة لَا تَتَغَيَّر بالسجية انْتهى كَلَامه وَقَالَ ابْن القطاع قد أَخذ عَلَيْهِ فِي قَوْله خلائق الخ إِذْ كَأَنَّهُ قَالَ لَا نقلبوا من الجعودة إِلَى الجعودة لِأَن شُعُور الزنج جعاد وَالْمعْنَى أَنهم انقلبوا إِلَى جد الِاعْتِدَال لِأَن شُعُور الزنج زَائِدَة الجعودة وَالْمعْنَى أَنهم قوم لَهُم محامد وخصال جميلَة فَلَو حواها الزنج على قبح صورهم غطت قبائحها وصاروا عِنْد النَّاس لمحبتهم كمن خلقتهمْ خلقَة حَسَنَة وصاروا مَعَ سوادهم مثل الْبيض وَمَعَ غلظ شفاههم مثل ظمى الشفاه وَيدل على مَا قُلْنَاهُ مَا بعده

32 - الْغَرِيب اليلمعي والألمعي الحاد الفطنة وَهُوَ الَّذِي يظنّ الشَّيْء فَيصح ظَنّه وَقَوله اضطرارا هُوَ ضد الِاخْتِيَار ونصبه على الْحَال من الضَّمِير فِي تحبهم الْمَرْفُوع وأقصيت الشَّيْء أبعدته والشنآن البغض ويحرك ويسكن وبالتسكين قَرَأَ عبد الله بن عَامر وَأَبُو بكر عَن عَاصِم الْإِعْرَاب رفع أنفس عطف على خلائق وَهُوَ خبر ابْتِدَاء مَحْذُوف أَي لَهُم خلائق وأنفس وَنصب شنآنا لِأَنَّهُ يحْتَمل ثَلَاثَة أوجه أَن يكون مصدرا وَأَن يكون تمييزا وَأَن يكون مَفْعُولا لأَجله الْمَعْنى يَقُول لَهُم أنفس ذكية فطنة تحبهم لأَجلهَا ضَرُورَة وَلَو أبعدوك وأبغضوك

33 - الْإِعْرَاب نصب الواضحين على الْمَدْح الْغَرِيب أبوات جمع أبوة وأجبنة جمع جبين وألبابا جمع لب وَهُوَ الْعقل والذهن الفطنة الْمَعْنى يَقُول هم معروفو الْآبَاء وأنسابهم ظَاهِرَة فهم وضاح الْوُجُوه وأحوالهم وأمورهم ظَاهِرَة غير مستترة وَفُلَان وَاضح الجبين حسن المنظر قَالَ

(كأنَّ جَبِينَهُ سَيْفٌ صَقِيلُ ... )

34 - الْغَرِيب الجحفل الْجَيْش الْعَظِيم والمرهوب الْمخوف أحدانا جمع وَاحِد وَالْأَصْل وحدان الْمَعْنى قَالَ أَبُو الْفَتْح أَنْت تصيد الْجَيْش كُله وَاللَّيْث يصيد النَّاس وَاحِدًا فواحدا وَكَذَا نَقله الواحدي حرفا حرفا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015