- الْغَرِيب المبشر الَّذِي يَأْتِي بالبشارة والقصاد جمع قَاصد وَهُوَ الَّذِي يَقْصِدهُ لنواله الْإِعْرَاب نصب عطشانا على الْحَال من الممدوح الْمَعْنى يَقُول لكرمه ومحبته لمن يَقْصِدهُ إِذا بشره أحد بقدومه أعطَاهُ قبل مَا يعْطى القاصد وَيكون كمن بشره بِالْمَاءِ وَهُوَ فِي فلاة عطشان لفرحه بالقصاد وَهُوَ من قَول حبيب
(تُبَشِّرُهُ خُدَّامُهُ بِعُفاتِهِ ... كَمَا بَشَّرَ الظَمْآنَ بالماءِ وَاشِلُهْ)
25 - الْإِعْرَاب الضَّمِير فِي مثلهم عَائِد على الْقَوْم وعدنان فِي مَوضِع جر لِأَنَّهُ لَا ينْصَرف وَهُوَ بدل من الغر الْغَرِيب بني الْحسن قَالَ أَبُو الْفَتْح كَانَ الممدوح من ولد الْحسن بن عَليّ عَلَيْهِمَا السَّلَام وَالْحُسْنَى الْجنَّة وَمِنْه قَوْله تَعَالَى {للَّذين أَحْسنُوا الْحسنى} وَقَوله {فَلهُ جَزَاء الْحسنى} فِي قِرَاءَة حَفْص وَحَمْزَة وَعلي بِنصب الْمصدر وتنوينه وَتَقْدِيره فَلهُ الْحسنى جَزَاء والغر الْكِرَام الْمَعْنى يَقُول جَزَاء بني الْحسن الْجنَّة لأَنهم من قوم كرام فهم خير قَومهمْ وقرمهم خير بني عدنان الغر
26 - الْغَرِيب شيد رفع والإشادة رفع الصَّوْت بالشَّيْء وأشاد بِذكرِهِ أَي رفع من قدره والسالف وَاحِد السّلف وهم الَّذين مَاتُوا والآن السَّاعَة وَالْوَقْت الَّذِي أَنْت فِيهِ قَالَ الله تَعَالَى {آلآن وَقد عصيت} الْآيَة الْمَعْنى يَقُول قد ورثرا مجد آبَائِهِم فَمَا رفع الله لِآبَائِهِمْ من مجد فَهُوَ لَهُم الْيَوْم نرَاهُ لأَنهم حاموا على شرف آبَائِهِم وأحسابهم فَلم يهدموه فَمَا اجْتمع فِي آبَائِهِم من الشّرف وَالْفضل فَهُوَ فيهم الْآن
27 - الْمَعْنى قَالَ الواحدي هَذَا تَفْصِيل مَا أجمله فِي الْبَيْت الَّذِي قبله يَعْنِي أَنهم كتاب فضلاء شجعان كآبائهم فهم فرسَان البلاغة وَالْكِتَابَة وَالْحَرب وَلَيْسَ يُرِيد بقوله لقوا من ملاقاة الأقران فِي الْحَرْب لِأَنَّهُ ذكر الْحَرْب بعده وَإِنَّمَا يُرِيد ملاقاة الأقران فِي المخاطبة والمكالمة وَقد فسر فِي المصراع الثَّانِي