الْغَرِيب الْبَعِير من الْإِبِل بِمَنْزِلَة الْإِنْسَان من النَّاس يُقَال للجمل بعير وللناقة بعير وَحكى عَن بعض الْعَرَب صرعتي بَعِيري أَي نَاقَتي وشربت من لبن بَعِيري وَالْجمع أَبْعِرَة وأباعرة وبعران الْمَعْنى قَالَ الواحدي يَقُول لَو قدرت لأظهرت مَا وَرَاء ظواهرهم من الْمعَانِي الْبَهِيمَة وَإِظْهَار ذَلِك بإجرائهم مجْرى سَائِر الْحَيَوَان بالركوب وَإِنَّمَا كنت أفعل ذَلِك لِأَنَّهُ أَعقل لَهُم وَقَالَ ابْن عباد فِي هَذَا الْبَيْت أَرَادَ أَن يزِيد على الشُّعَرَاء فِي ذكر المطايا فَأَنِّي بأخزى الخزايا فَقَالَ مَا قَالَ وَمن النَّاس أمة فَهَل ينشط لركوبها وللمدوح عصبية لَا يحب أَن يركبهم إِلَيْهِ وَلَيْسَ الْأَمر على مَا قَالَ لِأَن الشَّاعِر إِذا ذكر النَّاس فَإِنَّهُ يخرج من جُمْلَتهمْ كثيرا من النَّاس كَمَا قَالَ السّري
(إِلَّا أنَّ خَيْرَ النَّاسِ حَيَّاً ومَيتا ... أسِيرُ ثَقِيفٍ عِنْدَهُمْ فِي السَّلاسِلِ)
لم يفضل السرى أحدا على رَسُول الله
وَأَصْحَابه بِهَذَا الْبَيْت وَإِن كَانَ قد أكد بقوله حَيا وَمَيتًا وَقد خصص أَبُو الطّيب فِي الْبَيْت الثَّانِي
17 - الْغَرِيب العيس الْجمال الْبيض يخالط بياضها شَيْء من الشقرة وَاحِدهَا أعيس وَالْأُنْثَى عيساء قَالَ الشَّاعِر
(أقُولُ لِخازِبيْ هَمْدَانَ لَمَّا ... أثارَا صِرْمّةً حُمْراً وعِيسا)
وَقَوله عميانا أفعل إِذا كَانَ وَصفا فَجَمعه على فعل كأحمر وحمر قَالَ الله تَعَالَى {صم بكم عمي} وَقد جَاءَ فِي جمع أَحْمَر وأقرع حمْرَان وقرعان وَكَذَلِكَ عُمْيَان وَقد نطق بِهِ أفْصح الْكَلَام فِي قَوْله صمًّا وعميانا الْمَعْنى أَنه لما ذكر الْإِبِل شفعه بتفضيل العيس على قوم رَآهُمْ عميانا عَمَّا يرَاهُ هَذَا الممدوح لَا يَهْتَدُونَ إِلَى فعله وَأَرَادَ أَنه يمتطي النَّاس اللئام إِلَى هَذَا الممدوح صَاحب الْإِحْسَان الَّذِي عمى عَنهُ هَؤُلَاءِ
18 - الْغَرِيب الْجواد الَّذِي يجود بِمَالِه والأقران جمع قرن بِالْفَتْح إِذا كَانَ على سنه وبالكسر إِذا كَانَ كفؤه فِي الْحَرْب الْمَعْنى يُرِيد أَنه فَوق كل جواد وَفَوق كل شُجَاع وَإِن قل أَن يُقَال لَهُ