(وَإنَّ سُلُوّى عَنْ جَمِيلٍ لَساعَةٌ ... منَ الدَّهرِ مَا حانَتْ وَلا حَان حِينْها)
الْمَعْنى يَقُول أَنا مَحْسُود لفضلى ومكذوب على إِذا خرجت من مَوضِع لخوفهم مني وَلَا يقدر أحد أَن يدركني والشجاع إِذا حَان وقته وأجله لَقِيَنِي فِي معركة وَصدر الْبَيْت من قَول التغلبي
(يَغْتاب عِرْضِيَ خالِيا ... وَإذا يُلاقِينا اقْشَعَرْ)
وَمن قَول سُوَيْد بن أبي كَاهِل
(وَيُحَيِّيِي إذَا لاقَيْتُهُ ... وَإذَا يَخْلُو لَهُ لَحمِي رَتَعْ)
13 - الْإِعْرَاب ذهب سِيبَوَيْهٍ إِلَى أَن همزَة أشرئب أَصْلِيَّة وَهِي تزاد فِي مثل هَذَا الْموضع كثيرا نَحْو قَوْله اطْمَأَن وازمأر إِذا تهَيَّأ لِلْقِتَالِ واشمأز من الشَّيْء إِذا تقبض وَهَذِه الْأَمَاكِن تشهد لَهَا بِالزِّيَادَةِ لَا سِيمَا وَالْعرب إِذا اضطرت همزت أفعالا فَقَالَت أحمأر واسوأد الْغَرِيب أشرئب أتطلع إِلَى الشَّيْء وحسران فعلان من الْحَسْرَة الْمَعْنى يَقُول لَا أتطلع إِلَى شَيْء وَلَا أتحسر على شَيْء فَلَا أتطلع إِلَى مَا لم يفت وَلَا أتحسر على مَا فَاتَ وَهُوَ من قَول عبد القدوس
(إنَّ الغَنِيَّ الَّذِي يَرْضَى بِعِيشَتِهِ ... لَا منْ يَظَلُّ عَلى مَا فاتَ مُكْتئبا)
14 - الْمَعْنى يَقُول لَا أفرح بِمَا آخذه من غَيْرِي لِأَنَّهُ هُوَ الْمَحْمُود على عطائه وَلَو مَلأ الدَّهْر لي عَطاء والحميد هُوَ الْمَحْمُود
15 - الْغَرِيب الركاب الْإِبِل وقلقلن خركن والكيران جمع كور هُوَ رَحل الْجمل يُقَال كور وأكوار وكيران الْمَعْنى يَقُول لَا أقصد مَا حييت وَلَا قلقك ركابي أكوارها وَهَذَا قَوْله وَقد قصد بعد هَذَا جمَاعَة بل يشْهد لَهُ آخر الشّعْر
16 - الْإِعْرَاب بعرانا حَال من النَّاس