(فَكَمْ أخْطِرُ فِي بالٍ ... وَلا أخْطُرُ فِي بالٍ)

والجنن جمع جنَّة وَهِي مَا استتر بِهِ من السِّلَاح والمحامد جمع محمدة وَهُوَ مَا يحمد بِهِ الْإِنْسَان من فعل الْمَعْنى يَقُول محامدهم تَقِيّ أعراضهم فهم يَمرونَ على أعدائهم متبخترين وَعَلَيْهِم من المحامد مَا هُوَ أمنع من الجنن يقي أعراضهم الذَّم

33 - الْغَرِيب الجباه جمع جبهة وَهِي مَوضِع السُّجُود من الْوَجْه والغضن تكسر جلد الْجَبْهَة وَيكون ذَلِك عِنْد العبوس وَيَزُول عِنْد الْفَرح والاستبشار الْمَعْنى يَقُول إِذا أقبل على الوافدين إقبالا يفرحون بِهِ فيزول بذلك حزنهمْ وتنبسط وُجُوههم وَوجه المسرور يكون طلقا بشا والمحزون أبدا يكون وَجهه معبسا منزوى جلدَة الْوَجْه

34 - الْمَعْنى يُرِيد أَن مَاله يقرب من القَاضِي كقربه من الداني وَقَالَ أَبُو الْفَتْح عرفه يُسَافر ويصل إِلَى من نأى عَنهُ فَكَأَنَّهُ يوصله إِلَيْهِم من راحتيه فعطاؤه بالبعد كعطائه بِالْقربِ وَكَذَا ذكره الواحدي وَأما ذكره هذَيْن الإقليمين دون غَيرهمَا فَلَمَّا بَينهمَا من الْبعد فإقليم الرّوم هُوَ الْقَرِيب مِنْهُ واليمن هُوَ الْبعيد عينه ليطابق بَين الْقرب والبعد وَأَن عطاءه يعم الْقَرِيب والبعيد

35 - الْغَرِيب اللثق الوحل الَّذِي يبْقى من أثر السَّحَاب وَهُوَ الطين الَّذِي يصير ن تُرَاب الأَرْض بِمَاء السَّحَاب والمزن جمع مزنة وَهِي السَّحَاب قَالَ الله تَعَالَى {ءأنتم أنزلتموه من المزن} والسفن جمع سفينة الْمَعْنى يَقُول لم نعدم من الْغَمَام بِوُجُود هَذَا الممدوح إِلَّا الطين الَّذِي يبْقى فِي الأَرْض وَلَا من الْبَحْر إِلَّا الرّيح الَّذِي يكون فِيهِ السفن وَهَذَا غمام وبحر وَقَوله بك بِمَعْنى فِيك وحروف الْجَرّ يقوم بَعْضهَا مقَام بعض

36 - الْمَعْنى وَلم نعدم بوجودك من اللَّيْث وشجاعته وإقدامه إِلَّا قبح منظره وَلم نعد م برؤيتك شَيْئا من الْأَشْيَاء الْحَسَنَة فَجَمِيع محَاسِن الدُّنْيَا فِيك مجتمعة وَأجل بعد التَّفْصِيل بقوله وَمن سواهُ فيمَ يبْق شَيْئا وَهَذَا من أحسن الْكَلَام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015