- الْإِعْرَاب مُنْذُ ومذ عِنْد أَصْحَابنَا مركبان من من وَإِذ فيرتفع مَا بعدهمَا بِفعل مُقَدّر مَحْذُوف وَقَالَ الْفراء بِتَقْدِير مُبْتَدأ وَقَالَ البصريون هما اسمان يرْتَفع مَا بعده أخبرا عَنْهُمَا ويكونان حرفي جر فَيكون مَا بعدهمَا مجرورا بهما وَلنَا فِي هَذَا كَلَام طَوِيل وَلَهُم كَذَلِك وَقد ذكرنه قل هَذَا فأغنى عَن الْإِعَادَة الْغَرِيب الاحتباء أَن يجمع الرجل ظَهره وساقيه بحمائل سَيْفه أَو بغَيْرهَا وَقد يحتبي بيدَيْهِ وَالِاسْم الحيوة والحبوة يُقَال حل حبوته وحبوته وَالْجمع حبي بِكَسْر الْحَاء عَن يَعْقُوب وَبِضَمِّهَا ذكرهَا فِي الْإِصْلَاح وأنشدوا بَيت الفرزدق فِي الْوَجْهَيْنِ

(وَما حُلَّ مِنْ جَهْلٍ حِبي حُلمائنا ... وَلا قائِلُ المعْرُوفِ فيِنا يٌ عَنَّفُ)

والأوتار جمع وتر وَهِي الْعَدَاوَة والهدن جمع هدنة وَهِي السّكُون بَين الْمُحَاربين الْمَعْنى يَقُول للممدوح مُنْذُ جَلَست مُحْتَبِيًا للْحكم بِهَذِهِ الْبَلدة وَهِي أنطاكية وَكَانَت من أَعمال حلب وَهِي بِالْقربِ مِنْهَا بَينهمَا ثَلَاثُونَ ميلًا اسْتَوَى أمرهَا واستقام أَهلهَا وَزَالَ مَا كَانَ بَينهم من الْخلاف وَالظُّلم والحقد وَذَلِكَ بعد لَك وَحسن سيرتك فيهم

38 - الْغَرِيب الأطواد جمع طود وَهُوَ الْجَبَل وقرعت من قرع الرَّأْس إِذا لم ينْبت الشّعْر وَالسُّجُود أَصله الخضوع والقنن جمع قنة وَهِي أَعلَى الْجَبَل وَقيل أَيْضا القنة الْجَبَل المستطيل الْمَعْنى يَقُول للممدوح لما مَرَرْت على الْجبَال وَإِن كَانَت لَا تعقل عرفت أَنَّك فَوْقهَا وَأَعْلَى مِنْهَا وارجح حلما فخضعت لَك وَهَذَا من الْمُبَالغَة وَبَالغ فِي السُّجُود حَتَّى عداهُ من الجبين إِلَى الرَّأْس أَي فَمن كَثْرَة توالي السُّجُود عَلَيْهَا قرعت لِكَثْرَة الخضوع فَهِيَ لَا نبت فِي أَعلَى رءوسها

39 - الْغَرِيب الْمَوَاهِب جمع موهبة والصنع الصَّانِع الحاذق بِيَدِهِ وَمِنْه قَول أبي ذويب

(وَعَلَيْهما مَسْرُودَتانِ قَضاهُما ... دَاوُدُ أوْ صَنَعُ السَّوَابغِ تُبَّعُ)

والمهن جمع مهنة وَهِي الْخدمَة والتبذل فِي التَّصَرُّف الْمَعْنى يَقُول للممدوح قد أغنت مواهبك الصناع عَن الْعَمَل وَأَن يخْدم النَّاس بَعضهم بَعْضًا فقد خلت الْأَسْوَاق من الصناع اسْتغْنَاء بِعَطَائِك لِأَن عطاءك قد انْتَشَر بَين النَّاس حَتَّى أصَاب أهل الْأَسْوَاق مِنْهُ مَا استغنوا بِهِ عَن المعاش وَالْعَمَل وَاسْتغْنى الْفَقِير بِهِ عَن خدمَة النَّاس

40 - الْمَعْنى يَقُول جودك هَذَا جود من يعلم أَن المَال حَادث فَهُوَ يجود بِهِ ليحرز الْحَمد وَالْأَجْر لِأَنَّهُ لَيْسَ من دهر على ثِقَة وزهدك زهد من يعلم أَن الدُّنْيَا دَار فنَاء وَمحل نقلة وَدَار رحْلَة فَلَا يشْتَغل بعمارتها وَلَا يجمع فِيهَا مَالا وَقد جمع فِي هَذَا الْبَيْت مَعَاني كَثِيرَة فِي ذمّ الدُّنْيَا وَبَالغ فِي الْوَعْظ مَعَ اخْتِصَار اللَّفْظ

41 - الْغَرِيب المنن جمع منَّة وَهِي الفوة والبشر الْخلق يُقَال للْجمع وَالْوَاحد قَالَ الله تَعَالَى حاكيا عَن أهل مَكَّة إِن هَذَا إِلَّا قَول الْبشر وَقَالَ الله تَعَالَى حاكيا عَن النسْوَة مَا هَذَا بشرا الْمَعْنى لَك هَيْبَة وعظمة فِي قُلُوب النَّاس لم يؤتها أحد واقتدار على الفصاحة إِذا نطقت لم تكن فِي قُوَّة لِسَان

42 - الْإِعْرَاب الأَصْل أومىء قَالَ أَبُو الْفَتْح حذف الْهَمْز ة ضَرُورَة وَيحْتَمل أَن يكون جَاءَ بِهِ على أَو ميت وَقد جَاءَ فِيمَا روينَاهُ وأومىء بِالْهَمْزَةِ وَيصِح بِهِ الْوَزْن الْغَرِيب حضن جبل بِأَعْلَى نجد وَقد جَاءَ فِي الْمثل أنجد من رأى حضينا يُرِيد من رَآهُ حصل بِنَجْد وَيُقَال هَذَا الْمثل للَّذي يبلغ حَاجته وَإِن كَانَ فِي غير بِلَاد نجد وَلَا قَرِيبا مِنْهَا الْمَعْنى يَقُول لَهُ مر من شِئْت وأوم فَإنَّك مُطَاع وَجعله جبلا لثباته ووقاره

طور بواسطة نورين ميديا © 2015