- الْإِعْرَاب حذف التَّنْوِين من عمار لالتقاء الساكنين كَقَوْلِه تَعَالَى {وآتينا ثَمُود النَّاقة} قَرَأَهُ الْقُرَّاء كلهم بِغَيْر تَنْوِين وَكلهمْ صرف ثَمُود إِلَّا حَمْزَة وحفصا وَوَافَقَهُمَا أَبُو بكر فِي آخر سُورَة النَّجْم وَصرف الْكسَائي فِي مَوضِع الْجَرّ فِي هود عِنْد قَوْله لثمود وَقد يجوز عندنَا إِسْقَاط التَّنْوِين فِي الشّعْر وشاهدنا مَا رَوَاهُ الإمامان أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ وَأَبُو الْحُسَيْن مُسلم بن الْحجَّاج النَّيْسَابُورِي وَأَبُو دَاوُد سُلَيْمَان السجيتاني فِي سنَنه قَول الْعَبَّاس بن مرداس يَوْم حنين للنَّبِي
(وَما كَانَ حِصْنٌ وَلا حابسٌ ... يَفُوقانِ مِرْدَاسَ فِي مَجْمَعِ)
فكلهم رَوَوْهُ مرداس من غير تَنْوِين الْغَرِيب يُقَال وقفت ووقفني زيد ووقفت دَابَّتي ووقفت وَقفا للْمَسَاكِين قَالَ الله تَعَالَى {وقفوهم إِنَّهُم مسئولون} وَأما قَوْله أوقفني فَمَعْنَاه عرضي الندى للوقوف الْمَعْنى يَقُول وقفت من الدُّنْيَا وَقد روى وقفت فِيهَا أَي فِي الدُّنْيَا حَيْثُ حَبَسَنِي الْجُود وَأدْركت من المدوح مَا تمنيت والمنى جمع منية وَهِي مَا يتمناه الْإِنْسَان من الْخَيْر وَهُوَ من المخالص الْحَسَنَة
9 - الْغَرِيب الجدي مَا أَعْطَيْت مجتديك والوعاء مَا يضم الشَّيْء ويحفظه وَمِنْه وعيت الْكَلَام كَأَنَّك جعلته فِي وعَاء والأزمن جمع زمَان تَقول زمَان وأزمن وأزمنة الْمَعْنى يَقُول لهَذَا الممدوح عَطاء يضيق عَنهُ الْوِعَاء وَلَو كَانَ الدهور أوعيته وَإِذا كَانَ الزَّمَان يضيق عَن شَيْء فحسبك بِهِ عظما وَكَثْرَة وسعة
10 - الْإِعْرَاب رفع شجاعة عطف على الْمُبْتَدَأ الَّذِي فِي الْبَيْت قبله وَهُوَ جدي وَأَن يجبنا فِي مَوضِع نصب لِأَنَّهُ مصدر الْغَرِيب الجبان الضَّعِيف الْقلب الَّذِي يخَاف عِنْد ملاقاة الحروب الْمَعْنى يَقُول لَهُ شجاعة عَظِيمَة قد مَلَأت قُلُوب الرِّجَال فقد أغنته بذكرها عَن ملاقاتهم فَهِيَ لشهرتها فِي النَّاس تغنيه عَن إظهارها واستعمالها فَكل شُجَاع يخافه لما يسمع من شجاعته والجبان إِذا سمع مَا يتَكَرَّر من الثَّنَاء عَلَيْهِ من أجلهَا تمنى أَن يثنى عَلَيْهِ كَمَا أثنى على الممدوح فَيتْرك حِينَئِذٍ الْجُبْن