قَالَ الواحدي وَإِنَّمَا كَانَ ذَلِك لِأَنَّهُ كَانَ ينم على مَا فِي قُلُوبهم من حرارة الْهوى وَقَالَ الْخَطِيب وَجه الإشفاق أَن ينم إحراقهن على مَا كَانُوا فِيهِ من حر أنفاسهم
5 - الْإِعْرَاب سكن زفرات ضَرُورَة وفعلة تجمع على فعلات بتحريك الْعين فِي الصَّحِيح نَحْو جَمْرَة وجمرات وثناء مَمْدُود وَإِنَّمَا قصره لِأَنَّهُ قافية وعنى الْوَقْف وفرادى اسْم جمع لفرد الْمَعْنى يَقُول أفدي بنفسي هَذِه المحبوبة الَّتِي قد ودّعتني فَكلما نظرت إِلَيْهَا نظرة أتبعتها زفرتين لشدَّة مَا فِي قلبِي من نَار الوجد
6 - الْغَرِيب الديدن الْعَادة تَقول مَا زَالَ ديدنه وديدانه وهجيراه أَي عَادَته قَالَ الراجز
(وَلا تَزَال عِنْدَهُمْ جَفانُهُ ... دَيْدانُهُمْ ذَاكَ وَذَا دَيْدَانُه)
والحوادث جمع حَادِثَة وَهِي مَا يحدثه الزَّمَان من شَرّ الْمَعْنى يَقُول أول مَا طرقني الدَّهْر بحوادثه أنكرتها وَقلت لم يقصدني وَإِنَّمَا أَخطَأ فِي قصدي فَلَمَّا كثرت عِنْدِي حوادثه عرفتها وَصَارَت عَادَة لي أَنْفك عَنْهَا وَلَا تُفَارِقنِي فألفها قَالَ الواحدي وَقد رَوَاهُ الْخَوَارِزْمِيّ ديدان بِكَسْر الدَّال الأولى كَأَنَّهُ أَرَادَ أَنه مُعرب ديدن وَلَيْسَ فِي كَلَام الْعَرَب فيعل بِكَسْر الْفَاء وَمعنى الْبَيْت من قَول الآخر
(رُوّعْتُ بِالبَينِ حَتَّى مَا أُرَاعُ لَهُ ... وَبالحَوَادِثِ فِي أهْلِي وَجِيرَاني)
7 - الْغَرِيب الفلا جمع فلاة وَتجمع أَيْضا على فلوات وفلى وَهِي الأَرْض الْبَعِيدَة والركائب جمع ركاب وَهِي الْإِبِل والموهن والوهن الْقطعَة من اللَّيْل وَالضُّحَى بعض النَّهَار فَإِن ضحوة النَّهَار بعد طُلُوع الشَّمْس ثمَّ بعده الضُّحَى وَهِي حِين تشرق الشَّمْس وَهِي مَقْصُورَة وتذكر وتؤنث فَمن أنث ذهب إِلَى أَنَّهَا جمع ضحوة وَمن ذكر ذهب إِلَى أَنه اسْم على فعل نَحْو صرد ونغر وَهُوَ ظرف غير مُتَمَكن مثل سحر تَقول لَقيته ضحى وضحى إِذا اردت بِهِ ضحى يَوْمك لم تصرفه ثمَّ بعده الضحاء بِالْمدِّ وَهُوَ عِنْد ارْتِفَاع النَّهَار الْأَعْلَى تَقول مِنْهُ أَقمت بِالْمَكَانِ حَتَّى أضحيت كَمَا تَقول من الصَّباح حَتَّى أَصبَحت وَمِنْه حَدِيث عمر بن الْخطاب يَا عباد الله أضحوا بِصَلَاة الضُّحَى يَعْنِي لَا تصلوها أَلا إِلَى ارْتِفَاع الضُّحَى الْمَعْنى يصف جلادته وشجاعته وَكَثْرَة أَسْفَاره وَأَنه قطع الدُّنْيَا شرقا وغربا وَقطع الفلا والركاب بِكَثْرَة الأتعاب وَقطع اللَّيْل وَالنَّهَار وَأَنه قطع الزَّمَان وَالْمَكَان وأفنى كلا مِنْهُمَا بِكَثْرَة أَسْفَاره