- الْغَرِيب نيطت علقت والعانق أصل الْعُنُق من الْإِنْسَان ووالمحرب صَاحب الْحَرْب الممارس لَهَا وَالْكر خلاف الغر وَهُوَ أَن يحمل مرّة بعد أُخْرَى وَقَوله وَمَا أنثنى أَي عَمَّا يُرِيد الْمَعْنى ذكر الضَّمِير وَلم يذكر مَا يعود إِلَيْهِ لِأَنَّهُ قد ذكر الْحَرْب وَالسيف أول آلانها فَقَالَ علقت حمائل سَيْفه بعانق رجل محرب ممارس للحرب قد عرفهَا وخبرها وجر بهَا مَا كرّ قطّ لِأَنَّهُ لم ينثن عَن حَرْب فَيحْتَاج إِلَى الْكر قَالَ أَبُو الْفَتْح الشُّعَرَاء الفصحاء القدماء والمحدثون قد يصفونَ الْكر بعد الانحياز لِأَن الْحَرْب خدعة وتحتاج إِلَى الإطراد والطرد إِلَّا أَنه بَالغ وَلم يَجعله يكر لِأَنَّهُ لَا ينثني وَنَقله الواحدي حرفا فحرفا وَقَالَ الواحدي هَذَا مَنْقُول من قَول الآخر

(وكَيْفَ أذْكُرُهُ إذْ لَسْتُ أنْساهُ ... )

12 - الْإِعْرَاب أَن يطعن فِي مَوضِع نصب الْمَعْنى يَقُول هُوَ لشدَّة إقدامه فِي الْحَرْب لَا يرجع وَلَا يلْتَفت إِلَى خَلفه فَهُوَ أبدا مقدم فَكَأَنَّهُ يخَاف طَعنا من خَلفه فَهُوَ من خوف مَا وَرَاءه مقدم كَقَوْل بكر بن النطاح

(كأنَّكَ عنْدَ الطَّعنِ فِي حوْمةِ الوَغى ... تَفِرُّ منَ الصَّفّ الَّذِي مِنْ وَرَائِكا)

13 - الْغَرِيب التَّوَهُّم خلاف التيقن والذهن الْعقل والفطنة وطابق بَين التَّوَهُّم والتيقن الْمَعْنى قَالَ أَبُو الْفَتْح اعتذر فِي هَذَا الْبَيْت من إفراطه وإقدامه وَجعله عَارِفًا بأعقاب الْأُمُور وأفرط فِيهِ أَيْضا وَنَقله الواحدي كَمَا ذكره أَبُو الْفَتْح وَزَاد أَن فطنته تقفه على عواقب الْأُمُور حَتَّى يعرفهَا يَقِينا لَا وهما

14 - الْغَرِيب الْجَبَّار الْعَظِيم الشَّديد الْبَطْش وبغتاته جمع بَغْتَة وَهُوَ مَا يَفْعَله فجاة وظل إِذا أَقَامَ بِالْمَكَانِ وَأقَام على فعل الشَّيْء والمتكفن لَا بس الْكَفَن الْمَعْنى يَقُول إِن الرجل الْعَظِيم الْبَطْش يخَاف أَن يَأْخُذهُ الممدوح بَغْتَة ويهجم عَلَيْهِ من حَيْثُ لَا يدْرِي فيظل لابس كَفنه توقعا لبغتته قَالَ الواحدي وَيرى متلفنا والتلفن التندم على مَا فَاتَ يَعْنِي أَنه ينْدَم على معاداته

طور بواسطة نورين ميديا © 2015