- الْمَعْنى يَقُول الْإِنْسَان إِذا كَانَ هينا فِي نَفسه سهل عَلَيْهِ احْتِمَال الهوان كالميت الَّذِي لَا يتألم بالجراحة وَهَذَا من أحسن الْكَلَام وَلَو خرس بعده كلفاه وَهُوَ من قَول جَابر بن مُوسَى الْحَنَفِيّ
(إذَا مَا علا المَرْءُ رَامَ العُلا ... وَيَقْنَعُ بِالدُّونِ مَنْ كانَ دُونا)
7 - الْغَرِيب ضَاقَ ذرعا بِكَذَا إِذا لم يطقه وَهُوَ من الذِّرَاع وَأَصله أَن يمد الرجل ذراعه إِلَى شَيْء فَلَا يصل إِلَيْهِ فَيُقَال ضَاقَ ذرعا كَمَا يُقَال حسن وَجها الْمَعْنى يَقُول الزَّمَان عَاجز أَن يحملني مَالا أحتمله فلست أضيق مِنْهُ ذرعا وَإِن كثرت ذنُوبه وإساءته إِلَيّ وَقد وجدني الْكِرَام كَرِيمًا واستكرمتني أَي وجدتني كَرِيمًا صبورا على نَوَائِب الدَّهْر
8 - الْإِعْرَاب وَاقِفًا فِي الْمَوْضِعَيْنِ نصب على الْحَال الْغَرِيب الأخمصان للقدم هما باطناه الْمَعْنى يَقُول أَنا وَإِن كنت فَوق جَمِيع الْأَنَام فَإِنِّي فِي تِلْكَ الْحَال وَاقِف تَحت أخمصي همتي لم أبلغ مَا بلغته همتي وَقَالَ أَبُو الْفَتْح نَفسِي عالية فِي السَّمَاء وَإِن كَانَ جسمي يرى بَين النَّاس فَأَنا وَاقِف تَحت قدر نَفسِي والأنام وقُوف تَحت أخمصي
9 - الْغَرِيب الشرار مَا تطاير من النَّار واحده شرارة والشرر مثله واحده شررة وَتجمع الشرارة على شرائر أَيْضا وَأنْشد الْأَصْمَعِي
(وَمَرْوَةٌ تُطَيَّرُ الشَّرائِرَا ... )
والمرام الْمطلب الْمَعْنى يَقُول لَا أستلذ الْقَرار على شرار النَّار أَي لَا أَصْبِر على مقاساة الذل وَلَا أبغي مطلبا مَا دَامَ ظلمي يرام وَيطْلب فَأَنا لَا أطلب مراما دون دفع الضيم عَن نَفسِي ويروى أنفي أَي أترك وَالْكثير أبغي بالغين