- الْإِعْرَاب الشآم الشَّام وَأَصله الْهَمْز لِأَنَّهُ مَأْخُوذ من الْيَد الشؤمى وَهِي الشمَال وَذَلِكَ أَنَّك إِذا وقفت بِمَكَّة مُسْتَقْبلا مطلع الشَّمْس كَانَ الشَّام عَن شمالك واليمن عَن يَمِينك الْغَرِيب الْحجاز من الْمَدِينَة إِلَى مَكَّة ونجد أَرض بَين الْكُوفَة والحجاز وَالْعراق الأول من الْكُوفَة إِلَى حلوان عرضا وَمن تكويت إِلَى الْبَحْر طولا وَالْعراق الثَّانِي من حلوان إِلَى الرّيّ وَهُوَ عراق الْعَجم وَالشَّام من غَزَّة إِلَى الْفُرَات طولا الْمَعْنى يَقُول لَا ألذ قرارا دون أَن تشرق هَذِه الْمَوَاضِع بِالرِّمَاحِ وَأَن أملأ الْبِلَاد بِالْخَيْلِ وَالرجل وأقاتل الْمُلُوك وآخذ بِلَادهمْ ولعلها قد كَانَت لِآبَائِهِ فاغتصبت مِنْهُم وَهَذَا من حماقته الْمَعْرُوفَة وَلَا بُد لَهُ فِي كل قصيدة من هَذَا
11 - الْغَرِيب القمقام السَّيِّد والقمقام الْعدَد الْكثير والقمقام الْبَحْر قَالَ الفرزدق
(فَغَرِقْتُ حينَ وَقَعْتُ فِي القُمْقام ... )
والأصيد الْملك الْعَظِيم الَّذِي لَا يلْتَفت كبرا وَالضَّرْب الْخَفِيف اللَّحْم والهمام الَّذِي ينفذ مَا يهم بِهِ الْمَعْنى يُرِيد شَرق الجو بالغبار إِذا سَار الممدوح نَحْو الْأَعْدَاء لِأَنَّهُ ذكى جعد أَي كريم وَإِذا ذكر الْجَعْد مُضَافا لِلْيَدَيْنِ كَانَ بِمَعْنى الْبَخِيل وَإِذا ترك بِغَيْر إِضَافَة كَانَ بِمَعْنى الْكَرِيم والسرى من السرُور وَهُوَ سخاء فِي مُرُوءَة تَقول سرو يسري وسرى بِالْكَسْرِ يسري سروا فيهمَا وسرويسر وسراوة إِذا صَار سريا قَالَ الشَّاعِر
(تَلْقى السَّريَّ منَ الرْجالِ بِنَفْسهِ ... وَابنُ السَّرِي إذَا سَرَى أسْرَاهُما)
13 - الْمَعْنى يَقُول الَّذِي صروف الزَّمَان قد أسرها وحبسها عَن النَّاس فَلَا يتَمَكَّن من إِحْدَاث شَيْء إِلَّا بِمَا يُريدهُ وَلَا يُصِيب أحدا بل لَا ينفع وَلَا يضر إِلَّا بِإِذْنِهِ
14 - الْإِعْرَاب جودا نصب على الْمصدر أَي يجود جودا يدل عَلَيْهِ ظَاهر الْكَلَام الْمَعْنى يَقُول هَذَا يبْذل المَال ليصير معلا وَيصير ذَلِك دَوَاء من الدَّاء الَّذِي هُوَ الْإِكْثَار فَكَأَن أَمْوَاله الْكَثِيرَة دَاء لَهُ وسقام