وَقَوله لمن نكرَة وجر صفتهَا كَقَوْلِك مَرَرْت بِمن عَاقل أَي بِإِنْسَان عَاقل وكقول الآخر

(إِنِّي وَإيَّاكَ إذْ حَلَّتْ بأرْحُلِنا ... كمَنْ بواديِهِ بَعْدَ المَحْلِ مَمْطُورِ)

فدخول رب عَلَيْهِ يُؤَيّد أَنه نكرَة الْمَعْنى يَقُول لَا فَخر إِلَّا لمن لَا يظلم بامتناعه من الظُّلم وعزته وقوته فَهُوَ إِمَّا أَن يدْرك مَا طلبه بِغَيْر حَرْب أَو يحارب وَلَا ينَام وَلَا يغْفل حَتَّى يدْرك مَا طلبه

2 - الْمَعْنى يَقُول العازم على الشَّيْء لَا يقصر عَنهُ وَإِذا قصر فِيهِ لم يكن ذَلِك عزما وَكَذَلِكَ مَا مَنعك الظلام عَن طلبه لَيْسَ ذَلِك همة لِأَن العازم إِذا هم بِأَمْر لم يعقه دونه شَيْء

3 - الْغَرِيب تضوى تهزل وَغُلَام ضاو وَامْرَأَة ضاوية وَفِيهِمَا ضوى الْمَعْنى يَقُول الصَّبْر على الْأَذَى وإبصار من يَفْعَله غذَاء ينْحل مِنْهُ الْبدن أَي أَنه يشق على الْإِنْسَان حَتَّى يُؤْذِيه النحول

4 - الْإِعْرَاب رفع أخف لِأَنَّهُ خبر مقدم تَقْدِيره الْحمام أخف مِنْهُ الْغَرِيب غبطت الرجل أغبطه إِذا تمنيت أَن تكون مثله من غير أَن تتمنى زَوَال مَاله وَالْحمام الْمَوْت الْمَعْنى يَقُول الْحَيَاة فِي الذل لَا يطْلبهَا عَاقل والحياة فِي الذل الْمَوْت خير مِنْهَا فَمن عَاشَ ذليلا لم يغبط بحياته وَإِنَّمَا يغبط على الْحَيَاة فِي الْعِزّ وَهَذَا من كَلَام الْحَكِيم إِذا لم تتصرف النُّفُوس فِي شهواتها ومرادها فِي فحياتها موت ووجودها عدم وَمن قَول تأبط شرا

(هُما خُطَّتا إمَّا إسارٌ وَمِنَّةٌ ... وَإمَّا دَمٌ وَالقَتْلُ بِالحُرّ أجْدَرُ)

5 - الْمَعْنى الْحلم إِنَّمَا يحسن مَعَ الْقُدْرَة وَأما من لَا قدرَة لَهُ فاعتصامه بالحلم حجَّة للؤمه واللئام يسمون عجزهم عَن مُكَافَأَة الْعَدو حلما وَهُوَ كَقَوْل الآخر

(إنَّ منَ الحِلْمِ ذُلاً أنْتَ عارِفُهُ ... وَالحِلمُ عنْ قُدْرَة فَضْلٌ مِنَ الكَرَمِ)

وَقد نَقله أَبُو الطّيب من كَلَام الْحَكِيم الْفرق بَين الْحلم وَالْعجز أَن الْحلم لَا يكون إِلَّا عَن قدرَة وَالْعجز لَا يكون إِلَّا عَن ضعف فَلَيْسَ للعاجز أَن يتسمى باسم الْحَلِيم وَهُوَ عَاجز

طور بواسطة نورين ميديا © 2015