(يقُولُ ليَ المَغْنى وَهُنَّ عَشِيَّةً ... بِمكةَ يرْمَحْنَ المُهدََّبةَ السُّحْلا)
والجبرية الْكبر يُقَال فِي فلَان تجبر وجبورة وَجَبْرِيَّة وَجَبْرِيَّة وجبروت وأجبرته على الْأَمر وجبرته وَرجل جَبَّار وَجبير وَالْجمع جبابرة وجبابير وأنشدوا فِي جُبَير
(حَتى إذَا جازَ المنازِلَ وَاسْتَوَى ... يَدَعُ الزَّمانَ كأنَّهُ جِبَّيرُ)
الْمَعْنى يَقُول لَا يختال فِي مشيته تكبرا وَلَا يرمح ذيل ثَوْبه وَلَا يخْدم أهل الدُّنْيَا وهم يخدمونه
20 - الْمَعْنى يَقُول لَا يَشْتَهِي أَن يسلم وَسلم أعداؤه وَلَكِن يُرِيد أَن يسلم فِي نَفسه وتهلك أعداؤه وَلَا يَشْتَهِي أَن يبْقى وَلَا عَطاء لَهُ وَإِنَّمَا يحب الْبَقَاء ليُعْطى إِذا لم يكن لَهُ عَطاء لم يحب الْبَقَاء وَالْمعْنَى لَا يحب الْبَقَاء إِلَّا للعطاء وَيُحب أَن يقتل الْأَعْدَاء وَإِن كَانَ فِيهِ هَلَاكه
21 - الْغَرِيب الصَّهْبَاء من أَسمَاء الْخمر والمعدم الْفَقِير الْمَعْنى يَقُول ذكره ألذ من الْخمر إِذا مزجت بِالْمَاءِ وَهُوَ أحسن من يسر وَهُوَ غنى ناله فَقير
22 - الْغَرِيب عنقاء مغرب يُقَال على الْإِضَافَة وعَلى الصّفة وَهُوَ طَائِر ذهب وبقى اسْمه وَسميت عنقاء لبياض كَانَ فِي عُنُقهَا كالطوق الْمَعْنى يَقُول هُوَ أغرب من هَذَا الطَّائِر فِي الطير واشد إعوازا وَأَقل وجودا من سَائل مِنْهُ شَيْئا فيحرمه وَلَا يُعْطِيهِ أَي فَكَمَا أَن هذَيْن لَا يوجدان كَذَلِك نَظِيره وَمثله وَقَالَ الْخَطِيب شكله مَفْقُود كفقد عنقاء مغرب وأعوز من مسترفد يحرمه لِأَنَّهُ لَا يحرم أحدا استرفده أَي استعطاه وَقَالَ أَبُو الْفَتْح كَانَ الْوَجْه أَن يُقَال أَشد إعوازا لِأَن ماضيه أعوز وَلكنه جَاءَ على حذف الزِّيَادَة
23 - الْغَرِيب أَرَادَ هُوَ أَكثر أياديا بعد الأيادي من الْقطر وأثجمت السَّمَاء دَامَ مطرها الْمَعْنى يَقُول هُوَ أَكثر أياديا من الْقطر فِي حَال انثجام دمعه والوبل الْمَطَر والوابل أَيْضا