الْمَعْنى يَقُول هُوَ أعظم من أَن يشبه كَفه بالبحر ورأيه بِالسَّيْفِ الْقَاطِع وَنَفسه بالأسد لِأَن كَفه فَوق الْبَحْر ورايه أنقذ من السَّيْف فَلَا يشبه بِشَيْء من ذَلِك

17 - الْإِعْرَاب قَالَ أَبُو الْفَتْح عطف بِلَا فِي هَذَا الْبَيْت على مَدْخُول لَا فِي الَّذِي قبله فِي ظَاهر اللَّفْظ لَا فِي الْمَعْنى وَذَلِكَ لِأَن قَوْله لَا الْكَفّ لجة أَي فِيهَا مَا فِي الْبَحْر وَزِيَادَة عَلَيْهِ وَلَا هُوَ ضرغام أَي فِيهِ مَا فِي الضرغام من الشجَاعَة وَزَاد عَلَيْهِ وَلَا الرَّأْي مخدم لرأيه مضاء السَّيْف وَفَوق ذَلِك وَأما قَوْله وَلَا جرحه يوسيى فَلَيْسَ يُرِيد أَنه يوسى وَيُزَاد عَلَيْهِ وَكَذَا وَلَا غوره وَلَا حَده وَلَيْسَ يُرِيد أَنه يتثلم وَيزِيد كَمَا أَرَادَ فِي الْبَيْت فَهُوَ فِي الْبَيْت الأول مُثبت فِي الْمَعْنى لما نَفَاهُ فِي اللَّفْظ وَفِي الثَّانِي ناف فِي اللَّفْظ وَالْمعْنَى جَمِيعًا أَلا ترى إِلَى إحسانه الصَّنْعَة وَصِحَّة نظمه وتوفيقه بَين الأضداد المتباينة وَنَقله الواحدي كَمَا نَقَلْنَاهُ الْغَرِيب يوسى يداوي أسوت العليل أسوه أسوا والآسي الطَّبِيب وينبو يرْتَفع عَن الضريبة الْمَعْنى يَقُول جرحه أوسع من أَن يعالج لِأَنَّهُ لَا يبرأ بالعلاج وَلَا يرى غوره أَي عمقه قَالَ الواحدي وَيجوز أَن يكون الْمَعْنى وَلَا غور الممدوح يرى أَي يعلم أَي أَنه بعيد الْغَوْر فِي الرَّأْي وَالتَّدْبِير فَلَا يدْرك غوره واستعار لَهُ حدا لمضائه ونفاذه فِي الْأُمُور وَجعل حَده غير نَاب وَلَا متثلم لحدته

18 - الْإِعْرَاب أظهر التَّضْعِيف فِي حالل وَهُوَ من بَاب الضرورات وَلَو قَالَ مَكَانَهُ نَاقض لسلم من الضَّرُورَة وَرُبمَا فعل الشَّاعِر هَذَا ليشعر أَنه يعلم بالضرورات كَقَوْل قعنب

(مَهْلاً أعاذِلَ قدْ جَرَّبْتِ منْ خُلُقِي ... أَنِّي أجُودُ لأقْوَامٍ وَإنْ ضَنِنُوا)

وكقول زُهَيْر

(لمْ يَلْقَها إلاَّ بِشِكَّةِ باسِلٍ ... يَخْشَى الحَوَادِثَ حازِمٍ مُسْتَعْدِدِ)

الْغَرِيب أبرمت الْأَمر وبرمته أحكمته وَأَصله من فتل الْحَبل الْمَعْنى يَقُول لَيْسَ لِلْأَمْرِ الَّذِي يحكمه نَاقض وَلَا للَّذي نقضه مبرم وَالْمعْنَى أَنه لَا يُخَالف فِيمَا أَرَادَ

19 - الْغَرِيب يرمح الأذيال يُرِيد الْخُيَلَاء يُقَال للمختال إِنَّه ليرمح الأذيال إِذا كَانَ يُطِيل ثَوْبه وَلَا يرفعهُ ويضربه بِرجلِهِ وَمِنْه قَول القحيف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015