(فَإنَّكَ وَالكِتابَ إِلَى عَليّ ... كَدَابِغَةٍ وَقَدْ حَلِمَ الأديمُ)
والعرام الشراسة وصبى عَارِم بَين العرام أَي شرس الْمَعْنى يَقُول إِن كَانُوا حلماء ذَوي وقار وعقل ورزانة فَإِن خيلهم خفاف فِي الْعَدو ورماحهم فِيهَا نشاط تسرع إِلَى الْأَعْدَاء فتهلكهم
33 - الْإِعْرَاب مكللات حَال الْغَرِيب الجفان جمع جَفْنَة وَيجمع على جفنات فِي الْقَلِيل والشزر مَا أدرته عَن الصَّدْر والتؤام جمع توءم على غير قِيَاس وَالْقِيَاس توائم وَقَوله مكللات يُرِيد أَن اللَّحْم فَوْقهَا كالإكليل وَمِنْه قَول زِيَاد بن منقذ
(تَرَى الجِفانَ منَ الشَّيزَى مُكلَّلَةً)
الْمَعْنى يَقُول عِنْدهم الجفان مَمْلُوءَة وَعِنْدهم الضَّرْب المتوالي المتدارك وَالْمعْنَى أَنهم مطاعيم مطاعين
34 - الْغَرِيب تنبو ترْتَفع والسهام جمع سهم وَهُوَ مَا يرْمى بِهِ من الْقوس وَهُوَ اسْم مُشْتَرك الْمَعْنى يُرِيد أَنهم رقاق الْأَوْجه من الْحيَاء إِذا نَظرنَا إِلَيْهِم صرعناهم يُرِيد قَدرنَا عَلَيْهِم وهم شجعان عِنْد الْحَرْب لَا يقدر أحد عَلَيْهِم فترتفع عَن وُجُوههم السِّهَام وَهُوَ كَقَوْلِه حييون إِلَّا أَنهم الْبَيْت وَفِيه نظر إِلَى قَول العطوي
(أهابُ الرَيمَ أرْمُقُهُ ... وَأضْرِبُ هَامَهَ الأسَدٍ)
(وَيجْرَحُنِي بِمُقْلَتِهِ ... وَيَنْبُو السَّيْفُ عَنْ جَسدِي)
35 - الْغَرِيب الْقَبِيل الْجَمَاعَة تكون من الثَّلَاثَة فَصَاعِدا من قوم شَتَّى وَالْجمع قبل وَمِنْه قَوْله تَعَالَى {وحشرنا عَلَيْهِم كل شَيْء قبلا} قَالَ الْأَخْفَش أَي قبيلا قبيلا والقبيلة وَاحِدَة قبائل الرَّأْس وَبِه سميت الْقَبِيلَة وَاحِدَة قبائل الْعَرَب وهم بَنو أَب وَاحِد الْمَعْنى يَقُول إِن الْمَعَالِي الْمُشْتَملَة عَلَيْهِم اشْتِمَال اللَّحْم وَالْجَلد على الْعِظَام وهم للمعالي كالعظام للأجساد