- الْغَرِيب العقد قلادة من در الْمَعْنى يُرِيد أَنه قد اسْتَوَى كَلَامهَا وقلادتها فِي نطقها وثغرها فِي تبسمها فِي الْحسن وَالنّظم وَهَذَا الْمَعْنى كثير جدا قَالَ البحتري

(فَمنْ لُؤْلُؤٍ تُبْدِيه عِنْدَ ابْتِسامها ... وَمنْ لُؤْلُؤٍ عِنْدَ الحَديثِ تُساقِطُهْ)

فَذكر شَيْئَيْنِ وَقَالَ المؤمل بن أميل

(وَإنْ نَطَقَتْ دُرٌّ فَدُرُّ كلامُها ... وَلمْ أدْرِ دُراً قَبْلَها يَنْظِمُ الدّرا)

وَأخذ أَبُو المطاع بن نَاصِر الدولة هَذَا الْمَعْنى فَقَالَ

(وَمُفارِق نَفْسِي الفِداءُ لِنَفْسِهِ ... وَدَّعْتُ صَبرِي عَنْهُ فِي تَوْدِيعِهِ)

(وَرَأيْتُ مِنْهُ مِثلَ لُؤْلُؤِ عِقْدِهِ ... منْ ثَغْرِهِ وَحَديثِهِ وَدُمُوعِهِ)

فَزَاد ذكر الدمع على أبي الطّيب وَأحسن فِي الْأَخْذ

6 - الْغَرِيب المندلي هُوَ الْعود الَّذِي يتبخر بِهِ وَهُوَ مَنْسُوب إِلَى منْدَل مَوضِع بِالْهِنْدِ وَكَذَلِكَ قمار ينْسب إِلَيْهِ الْعود قَالَ ابْن هرمة

(كَأنَّ الرَّكْبَ إذْ طَرَقَتْكَ باتُوا ... بِمنْدَلَ أوْ بِقارِعَتْي قِمارِ)

وَقد يُقَال المندل على إِرَادَة يَاء النِّسْبَة وطرحها وَهُوَ الْعود أَيْضا قَالَ كثير

(بِأطْيَبَ مِنْ أرْدّانِ عَزَّةَ مَوْهِنا ... وَقَدْ أوْقَدَتْ بِالمَنْدلِ الرطْبِ نارَها)

وَقَالَ الآخر

(إذَا مَا أُوقِدَتْ يُلْقَى ... عَلَيْها المَنْدَلُ الرَّطْبُ)

أَرَادَ كِلَاهُمَا المندلي لكنهما حذفا يَاء النّسَب والقرقف من أَسمَاء الْخمر وَكَذَلِكَ الصَّهْبَاء وَسميت بذلك للونها وأصل الصهوبة الشقرة فِي شعر الرَّأْس والأصهب من الْإِبِل الَّذِي يخالط بياضه حمرَة الْمَعْنى قَالَ الواحدي يَقُول قد اسْتَوَت مِنْهَا هَذِه الْأَشْيَاء فِي طيب الرَّائِحَة والذوق وَإِنَّمَا يَسْتَوِي فِي الذَّوْق شَيْئَانِ النكهة وَالْخمر لِأَن الْعود مرّ المذاق وَلكنه جمع بَينهَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015