فِي الرّيح وَأَرَادَ فِي الطّعْم شَيْئَيْنِ والنكهة أَيْضا لَا طعم لَهَا لِأَنَّهَا رَائِحَة الْفَم واستقام الْكَلَام إِلَى ذكر الرّيح ثمَّ احْتَاجَ إِلَى القافية وَإِقَامَة الْوَزْن فَذكر الطّعْم فأفسد لاخْتِلَاف مَا ذكره فِي الطّعْم انْتهى وَلَيْسَ كَمَا ذكر لِأَنَّهُ قَالَ اسْتَوَت نكهتها والمندلي وقرقف فَلَمَّا وصف القرقف احْتَاجَ أَن يَقُول فِي الرّيح والطعم وَلم يرد سوى الْخمر فِي الطّعْم
7 - الْغَرِيب الشهب من الْخَيل الَّتِي يخالطها فِي ألوانها بَيَاض والدهم السود يُرِيد أَنَّهَا تَغَيَّرت ألوانها من الدِّمَاء والعجاج كَقَوْل الْجَعْدِي
(وتُنْكِر يوْمض يَوْم الرَّوعِ ألْوانَ خَيْلنا ... منَ الطَّعْنِ حَتَّى تَحْسَبَ الجونَ أشقرا)
الْمَعْنى يَقُول هِيَ غادرة ناقضة الْعَهْد كعادة النِّسَاء رمتي بالجفاء وَأَنا الْأَفْصَح الأِشجع من عشيرتها وَهَذَا على عَادَة نسَاء الْعَرَب يملن إِلَى الشجاع الفصيح كَمَا قَالَ الْعَنْبَري لما رَأَتْهُ امْرَأَته يطحن فازدرته
(تَقُولُ وَصَكَّتْ وَجْهَها بِيَمِينها ... أبَعْليَ هَذَا بالرَّتحَى المُتقَاعِسُ)
(فَقُلْتُ لَها لَا تَعْجَلي وَتَبَييَّني ... بَلائي إذَا التَفَّتْ عَلىَّ الفَوَارِسُ)
8 - الْغَرِيب الحتف الْهَلَاك والنكز كالغرز بِشَيْء محدد الطّرف قَالَ أَبُو زيد نكزته الْحَيَّة أَي لسعته بأنفها فَإِذا عضته بنابها قيل نشطته قَالَ رؤبة
(يَأيُّها الجاهِلُ ذُو النَّبزِ ... لَا تُوعِدُني حَيَّةً بِالنَّكْزِ)
والأفعى جنس من الْحَيَّات الْمَعْنى يَقُول حتفي يحذر مني وَهَذَا مُبَالغَة فِي وصف شجاعته وَالْمعْنَى قَرْني الَّذِي ينازلني وحتفي رُبمَا كَانَ مِنْهُ يحذرني فَلَا يقابلني وتنكزني الأفعى يُرِيد يعْتَرض لي الْأَعْدَاء فأهلكتهم وَلما جعل المتنبي عدوه أَفْعَى سمى قُوَّة نَفسه وشجاعته سما لشدَّة تَأْثِيره فِي عدوه وَقَالَ الواحدي جعل عدوه حاذرا يحذرهُ
9 - الْغَرِيب الردينيات رماح تنْسب إِلَى ردينة امْرَأَة سمهر كَانَا يقومان الرماح بِخَط هجر والسريجيات سيوف منسوبة إِلَى قين اسْمه سُرَيج الْمَعْنى يَقُول الرماح تقصفت قبل الْوُصُول إِلَى إِرَاقَة دمى وَالسُّيُوف تقطع قبل أَن تقطع لحمى فَجعل دَمه يقصفها لما كَانَ السَّبَب فِي قصفها وَكَذَلِكَ لَحْمه وَالْفِعْل قد ينْسب إِلَى من كَانَ سَببا فِيهِ