- الْغَرِيب قَوْله غير مُودع أَي أَنا مَعَك قلبا وَإِن فَارَقت شخصا وَيجوز أَن يكون من جِهَة الفأل وَيجوز أَن يكون إِن روحي صحبتك فَأَنت مشيع غير مُودع وَسَقَى وأسقى لُغَتَانِ فصيحتان نطق الْقُرْآن بهما قَالَ الله تَعَالَى {لأسقيناهم مَاء غدقا} وَقَالَ الله تَعَالَى {وسقاهم رَبهم شرابًا طهُورا} وَقَرَأَ نَافِع وَأَبُو بكر نسقيكم بِفَتْح النُّون فِي النَّحْل وَقد أَفْلح وَصوب الْغَمَام الْمَطَر الْمَعْنى يَقُول لازلت سالما نسلم عَلَيْك غير مود عين لَك وَيَدْعُو لقبر أَبَوَيْهِ بالسقيا
31 - الْغَرِيب يَقُول كساك ثوب المخافة حَتَّى يخافك النَّاس والقمقام أَصله الْبَحْر لِأَنَّهُ مُجْتَمع المَاء من قَوْلهم فمقم الله عصبه أَي جمعه وَقَبضه وَأَرَادَ بشقيقه أَخَاهُ نَاصِر الدولة الْمَعْنى يَدْعُو لَهُ بِأَن يلْبسهُ ثوب الهيبة حَتَّى يهابه أعداؤه وَأَن يجمع شَمله بأَخيه نَاصِر الدولة
32 - الْغَرِيب الروق الْقرن فاستعاره لأوّل الْعَسْكَر والأرعن الْجَيْش المضطرب لكثرته والغطم الْكثير المَاء واللهام الَّذِي يلتهم كل شَيْء الْمَعْنى يَقُول إِن أَخَاك قد رمى بلد الْعَدو بِنَفسِهِ يُرِيد وَحده لشجاعته وَلم يكن مَعَه من أَهله أحد فَهُوَ قَائِد جَيش يلتهم كل شَيْء وَلَا يخْشَى من شَيْء
33 - الْغَرِيب تفرست تَأَمَّلت والمنايا جمع منية وَهِي الْمَوْت الْمَعْنى يَقُول أَنْتُم قوم تَأَمَّلت المنايا فِيكُم واختبرتكم فرأتكم صابرين فِي الْحَرْب لَا تفرون وَإِذا صَبَرُوا فِي الْحَرْب كَانَت المنايا أقرب إِلَيْهِم وَكَانَ الْوَجْه أَن يَقُول فيهم فرأت لَهُم كَمَا تَقول أَنْتُم قوم لَهُم وَفَاء وَلكنه حمله على الْمَعْنى لِأَنَّهُ إِذا خاطبهم بِالْكَاف كَانَ أمدح
34 - الْمَعْنى يُرِيد مِنْكُم اسنفاد النَّاس الْكَرم والشجاعة فَأنْتم عرفتموهما النَّاس وَلَوْلَا أَنْتُم مَا عرفا لأنكم كرام شجعان فتعلم النَّاس ذَلِك مِنْكُم