الرّوم والأرمن والبلغر والصقلب وَوَقعت الْوَقْعَة يَوْم الِاثْنَيْنِ سلخ جُمَادَى الْآخِرَة وَأَن سيف الدولة حمل بِنَفسِهِ فِي نَحْو من خَمْسمِائَة من غلمانه فقصد موكبه فَهَزَمَهُ وأظفر الله بِهِ وَقتل ثَلَاثَة آلَاف من مقاتلته وَأسر خلقا كثيرا فَقتل بَعضهم واستبقى الْبَعْض وَأسر تودس الْأَعْوَر بطرِيق سمندو وَهُوَ صهر الدمستق على ابْنَته وَأسر ابْن الدمستق وَأقَام على الْحَدث إِلَى أَن بناها وَوضع بِيَدِهِ آخر شرافة مِنْهَا يَوْم الثُّلَاثَاء آخر ثَالِث عشرَة لَيْلَة خلت من رَجَب وَفِي هَذَا الْيَوْم أنْشد أَبُو الطّيب هَذِه القصيدة لسيف الدولة بِالْحَدَثِ
2 - الْمَعْنى يَقُول صغَار الْأُمُور عَظِيمَة فِي عين الصَّغِير الْقدر وعظامها صَغِيرَة فِي عين الْعَظِيم الْقدر يُشِير بذلك إِلَى شرف سيف الدولة وَمَا فعل فِي الْوَقْعَة الَّتِي ذكرنَا من نَفاذ عزمه وجلالة قدره وَالْهَاء فِي صغارها للعزائم أَو المكارم قَالَ أَبُو الْفَتْح وَيحْتَمل أَن يرجع إِلَى الْجَمِيع
3 - الْغَرِيب الخضارم جمع خضرم وَهُوَ الْعَظِيم الْكَبِير من كل شَيْء وَمن روى البحور الخضارم فَهُوَ غلط وَالصَّحِيح الجيوش الْمَعْنى يُكَلف جَيْشه مَا فِي همته من الْغَزَوَات والغارات وَلَا يتَحَمَّل ذَلِك الجيوش الْكَثِيرَة لِأَن مَا فِي همته لَيْسَ فِي طَاقَة الْبشر تحمله وَالْمعْنَى يُكَلف جَيْشه اسْتِيفَاء مَا تبلغه همته وتنعقد عَلَيْهِ نِيَّته والجيوش العظمية تعجز عَن ذَلِك وَلَا تُدْرِكهُ وتقصر عَنهُ وَلَا تلْحقهُ
4 - الْغَرِيب الضراغم جمع ضرغام وَهُوَ الْأسد الْمَعْنى يُرِيد سيف الدولة أَن يكون النَّاس مثله فِي الشجَاعَة وَذَلِكَ شَيْء لَا يَدعِيهِ الْأسد والأسد لَا تَدعِي أَنَّهَا مثله فِي الشجَاعَة وَالْمعْنَى يطْلب أَصْحَابه وَأَتْبَاعه بِمَا عِنْده من الْبَأْس والنجدة والإقدام والشدة وَذَلِكَ مَا لَا تُطِيقهُ الْأسود العادية وَلَا تدعيه الضراغم الباسلة
5 - الْغَرِيب القشاعم النسور الطويلات الْعُمر وَمِنْه سميت الْمنية أم قشعم لطول عمرها والملا وَجه الأَرْض والأحداث الشَّابَّة وَاحِدهَا حدث وَهُوَ الشَّاب الْإِعْرَاب نسور بدل من أتم الطير وَقيل هُوَ عطف بَيَان وأحداثها والقشاعم عطف بَيَان