- 1 الْغَرِيب العزائم جمع عَزِيمَة وَهِي مَا يعزم الْإِنْسَان عَلَيْهِ الْمَعْنى يَقُول عَزِيمَة الرجل على مِقْدَاره وَكَذَلِكَ مكارمه فَمن كَانَ كَبِير الهمة قوي الْعَزْم عظم الْأَمر الَّذِي يعزم عَلَيْهِ وَكَذَلِكَ المكارم إِنَّمَا تكون على قدر أَهلهَا فَمن كَانَ أكْرم كَانَ مَا يَأْتِيهِ من المكارم أعظم وَالْمعْنَى أَن الرِّجَال قوالب الْأَحْوَال إِذا صغروا صغرت وَإِذا كبروا كَبرت فعلى قدر أهل الْعَزْم من الْمُلُوك وَمَا يكونُونَ عَلَيْهِ من نَفاذ الْأَمر وتظاهر الْعُلُوّ والرفعة تكون عزائمهم وعَلى قدر الْكِرَام فِي مَنَازِلهمْ واستبانة فضائلهم تكون مكارمهم فِي جلالتها وأفعالها فِي قوتها وفخامتها وَهَكَذَا كَقَوْل عبد الله ابْن طَاهِر
(إنَّ الفُتُوحَ عَلى قَدْرِ المُلوك وَهِمْمَاتِ ... الوُلاةِ وَأقْدَامِ المقاديِرِ)
وَكَانَ سَبَب هَذِه القصيدة أَن سيف الدولة سَار نَحْو ثغر الْحَدث وَكَانَ أَهلهَا قد سلموها بالأمان إِلَى الدمستق فَنزل بهَا سيف الدولة فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين وثلاثمائة فَبَدَأَ فِي يَوْمه فحط الأساس وحفر أَوله بِيَدِهِ ابْتِغَاء مَا عِنْد الله تَعَالَى فَلَمَّا كَانَ يَوْم الْجُمُعَة نازله ابْن الفقاس دمستق النَّصْرَانِيَّة فِي خمسين ألف فَارس وراجل من جموع