الْمَعْنى يَقُول يفْدي أطول الطير عمرا سلَاح سيف الدولة وَبَين هَذَا الصِّنْف فَقَالَ أحداثها وقشاعمها أَي أصاغرها وأكابرها وَإِنَّمَا يفْدِيه لَو جود الجثث فِي وقائعه والاستبشار بِكَثْرَة ملاحمه
6 - الْغَرِيب المخالب جمع مخلب وَهُوَ الظفر لسباع الطير والقوائم جمع قَائِم وَهُوَ قَائِم السَّيْف الْمَعْنى يَقُول مَا ضرّ الْأَحْدَاث من النسور يَعْنِي الْفِرَاخ والقشاعم وَهِي المسنة الَّتِي ضعفت عَن طلب الرزق وَخص هذَيْن النَّوْعَيْنِ لعجزها عَن طلب الْقُوت يَقُول لَيْسَ يضرهما أَن لَا يكون لَهما مخالب قَوِيَّة مفترسة بعد أَن خلقت أسياف سيف الدولة فَإِنَّهَا تقوم بكفاية قوتها قَالَ الواحدى وَيجوز أَن يكون الْمَعْنى وَمَا ضرها لَو خلقت بِغَيْر مخالب كَمَا تَقول مَا ضرّ النَّهَار ظلمته مَعَ حضورك وَلَيْسَ النَّهَار بمظلم لكنك تُرِيدُ مَا ضره لَو خلق مظلما وَالْمعْنَى مَا يَضرهَا أَن تخلق بِغَيْر مخالب تستعملها فِيمَا تَأْكُله وتصرفها فِيمَا تنشبه لِأَن سيوفه تبلغها فِي ذَلِك مَا ترغبه وَتفعل لَهَا مَا تريده وتطلبه وَقد ذكر الطير فِي مَوَاضِع فَأحْسن وَجَاء بِمَا لم يسْبق إِلَيْهِ بقوله
(وَيُطْمِعُ الطَّير فيهمْ طُولُ أكْلهم ... حَتَّى تَكادَ عَلى أحيْائِهمْ تَقَع)
وَمن مستحسن قَوْله فِي وصف الْجَيْش
(وَذِي لجَبٍ لاذُو الجَناحِ أمامَهُ ... بِناجٍ وَلا الوَحْشُ المُثارُ بِسالِمِ)
(تَمُرُّ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَهْيَ ضَعِيفَةٌ ... تُطالِعُهُ مِنْ بَينِ رُؤُسٍ القَشاعِمِ)
وَقد ذكر الطير جمَاعَة ذَكَرْنَاهُمْ قبل هَذَا وَقد أَخذ معنى أبي الطّيب أَبُو نصر بن نباتة بقوله
(وَبَوْماكَ يَوْمٌ لِلعُفاةِ مُذَلَّلٌ ... وَيَوْمٌ إِلَى الأعْدَاءِ مِنْكَ عَصَبْصَبُ)
(إذَا حَوَّمَتْ فَوْقَ الرّماحِ نُسُورُهُ ... أطارَ إلَيْها الضَّرْبُ مَا تَترَقَّبُ)
وَله أَيْضا
(وَإنَّكَ لَا تَنْفَكُّ تَحتَ عَجاجَةٍ ... تُقَطَّعُ فِيها المشْرِفِيَّةُ بالطُّلَي)
إذَا يَئِسَتْ عقْبانُها مِنْ خَصِيَلِةٍ ... رَفَعْتَ إلَيها الدَّارِعينَ عَلى القُلَي)
الخصيلة كل عصبَة فِيهَا لحم غليظ والطلي الْأَعْنَاق
7 - الْإِعْرَاب أَي ابْتِدَاء والغمائم الْخَبَر وَتعلم مَكْفُوفَة عَن الْعَمَل