- الْغَرِيب المقة الْمحبَّة والود والكلم لَا يكون أقل من ثَلَاث كَلِمَات وَالْكَلَام قد يَقع على الْكَلِمَة الْوَاحِدَة لِأَنَّك لَو قلت لرجل من ضربك فَقَالَ زيد لَكَانَ متكلما فَالْكَلَام يَقع على الْقَلِيل وَالْكثير فَالْكَلَام مَا أَفَادَ وَإِن بِكَلِمَة والكلم جمع كلمة كنبقة ونبق وثفنة وثفن وَلذَلِك قَالَ سِيبَوَيْهٍ هَذَا بَاب علم مَا الْكَلم من الْعَرَبيَّة وَلم يقل الْكَلَام لأته أَرَادَ أَن يُفَسر ثَلَاثَة أَشْيَاء الِاسْم وَالْفِعْل والحرف فجَاء بِمَا لَا يكون إِلَّا جمعا وَترك مَا يُمكن أَن يَقع على الْوَاحِد وَالْجَمَاعَة وَقَالَ الله تَعَالَى {إِلَيْهِ يصعد الْكَلم الطّيب} وَقَالَ كثير

(وَإني لَذُو كَلْمٍ عَلى كَلِمِ العِدَى ... )

وَقَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ {يُرِيدُونَ أَن يبدلوا كَلَام الله} وَتَمِيم تَقول فِي كلمة كَلمه بِفَتْح الْكَاف وَسُكُون اللَّام مثل كبد وكبد وكبد وورق وورق وورق الْمَعْنى يَقُول هَذَا الَّذِي أَتَاك من الشّعْر عتاب مني إِلَيْك وَهُوَ محبَّة لِأَن العتاب يجْرِي بَين المحبين وَهُوَ در حسن نظمه وَلَفظه إِلَّا أَنه كَلِمَات وَالْمعْنَى هَذَا عتابك وَهُوَ وَإِن أمضك وأزعجك محبَّة خَالِصَة ومودة صَادِقَة فباطنه غير ظَاهره كَمَا أَنه قد ضمن الدّرّ لحسنه وَإِن كَانَ كلما معهودا فِي ظَاهر لَفظه وَلما أنْشد هَذِه القصيدة وَانْصَرف كَانَ فِي الْمجْلس رجل يعاديه فَكتب إِلَى أبي العشائر على لِسَان سيف الدولة كتابا إِلَى أنطاكية يشْرَح لَهُ فِيهِ ذكر القصيدة وأغراه بِهِ فَوجه أَبُو العشائر عشرَة من غلمانه فوقفوا قَرِيبا من بَاب سيف الدولة فِي اللَّيْل وأنفذوا إِلَيْهِ رَسُولا على لِسَان سيف الدولة فَلَمَّا قرب مِنْهُم ضرب رجل مِنْهُم بِيَدِهِ إِلَى عنان فرسه فسل أَبُو الطّيب السَّيْف فَوَثَبَ عَلَيْهِ الرجل وَتَقَدَّمت فرسه بِهِ فَعبر قنطرة كَانَت بَين يَدَيْهِ وَأصَاب أحدهم فرسه بِسَهْم فانتزعه واستقلت الْفرس بِهِ وتباعد بهم ليقطعهم من مدد إِن كَانَ لَهُم وَرجع إِلَيْهِم بعد أَن فني نشابهم فَضرب أحدهم بِالسَّيْفِ فَقطع الْوتر وَبَعض الْقوس وأسرع السَّيْف فِي ذراعه فوقفوا على صَاحبهمْ الْمَجْرُوح وَسَار وتركهم فَلَمَّا يئسوا مِنْهُ قَالَ أحدهم نَحن غلْمَان أَبى العشائر فَحِينَئِذٍ قَالَ

(وَمُنْتَسِبٍ عِنْدِي إِلَى مَنْ أحِبُّهُ ... وَللنَّبْلِ حوْلي مِنْ يَدَيْهِ حَفِيف)

وَقد تقدم شرحها فِي حرف الْفَاء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015