- الْغَرِيب النَّوَى الْبعد والوخد والرسم ضَرْبَان من السّير والوخادة من الْإِبِل الَّتِي تسير بالوخد واحدتها واخدة والرسم الَّتِي تسير بالرسيم واحدتها رسوم وراسم الْمَعْنى قَالَ أَبُو الْفَتْح النَّوَى هُنَا النِّيَّة أَو الْمنزلَة مَا بَين المرحلتين يُرِيد تَقْتَضِي مراحل شدادا لَا ترْتَفع وَقَالَ الواحدى يكلفني الْبعد عَنْكُم قطع كل مرحلة لَا تقوم بقطعها الْإِبِل المسرعة وَالْمعْنَى أرى النَّوَى الَّتِي أريدها والرحلة الَّتِي أعتقدها تقتضيني تجشم كل مرحلة وافية لَا تستبد بهَا الْإِبِل لبعد منالها وَلَا تطيقها لشدَّة أهوالها

32 - الْإِعْرَاب ليحدثن اللَّام لَام جَوَاب الْقسم وَترك جَوَاب الشَّرْط فَإِنَّهُمَا إِذا اجْتمعَا كَانَ الْجَواب للقسم وَترك جَوَاب الشَّرْط وَمثله قَوْله تَعَالَى {لَئِن رَجعْنَا إِلَى الْمَدِينَة ليخرجن الْأَعَز مِنْهَا الْأَذَل} وَفِي الْكتاب الْعَزِيز مثل هَذَا كثير الْغَرِيب ضمير جبل على يَمِين طَالب مصر من الشَّام وَهُوَ قريب من دمشق الْمَعْنى يَقُول إِن قصدت مصر ليحدثن لمن ودعتهم نَدم على مفارقتي لَهُم وأسف على رحيلي عَنْهُم يُشِير بذلك إِلَى سيف الدولة أَنه ينْدَم على فِرَاقه فَكَانَ كَمَا قَالَ

33 - الْمَعْنى يَقُول إِذا سرت عَن قوم وهم قادرون على إكرامك بارتباطك حَتَّى لَا تحْتَاج إِلَى مفارقتهم فهم المختارون للارتحال يُشِير بِهَذَا إِلَى إِقَامَة عذره فِي فراقهم أَي أَنْتُم تختارون الْفِرَاق إِذْ ألجأتموني إِلَيْهِ قَالَ الْخَطِيب إِن الرجل إِذا فَارق أُنَاسًا وَقد ظنُّوا أَنه غير مفارق لَهُم أسفوا لَهُ فكأنهم راحلون وَقَالَ ابْن القطاع رحلت عَن الْمَكَان انْتَقَلت ورحلت غَيْرِي نقلته وسفرته وَمَعْنَاهُ إِذا ترحلت عَن قوم قَادِرين على أَن لَا يفارقوك فالراحلون عَنْك هم وَالْمعْنَى أَنه يُخَاطب نَفسه وَيُشِير إِلَى سيف الدولة حَتَّى لَا يذمه فِي رحلته قَائِما فِي ذَلِك عَن نَفسه بحجته أَي إِذا رَحل الراحل عَن قوم وهم قادرون على إزاحة علته بإسعاف رغبته وأغفلوه حَتَّى ترحل عَنْهُم وَانْقطع بالزوال مِنْهُم فهم الَّذين رحلوه وأزعجوه وأخرجوه وَهُوَ مَنْقُول من كَلَام الْحَكِيم من لم يردك لنَفسِهِ فَهُوَ النائي عَنْك وَإِن تَبَاعَدت أَنْت عَنهُ وَقَالَ ابْن وَكِيع هُوَ مَأْخُوذ من قَول حبيب

(وَمَا القفر بالبيد القواء بل الَّتِي ... نبت بِي وفيهَا ساكنوها هِيَ القفر)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015