- الْمَعْنى يَقُول أَنْتُم تطلبون لنا عَيْبا فيعجزكم وجوده وَهَذَا تعنيف لسيف الدولة على إصغائه إِلَى الطاعنين عَلَيْهِ يطْلبُونَ لنا عَيْبا تغضبون بِهِ عينا وتصغون إِلَى الطاعن مِنْهُم علينا فِيمَا ينْقل إِلَيْكُم وَلَا يمكنكم ذَلِك وَيكرهُ الله مَا تأتون من ذَلِك ويسخطه ويكرهه الْكَرم الَّذِي يلزمكم الْإِنْصَاف وَالْعدْل وَيُوجب عَلَيْكُم الْمُحَافظَة وَالْعقل
29 - الْإِعْرَاب ذان إِشَارَة إِلَى الْعَيْب وَالنُّقْصَان الْغَرِيب الثريا مَعْرُوفَة هِيَ أنجم مجتمعة والهرم الْكبر وَالْعجز الْمَعْنى أَنا بعيد عَن الْعَيْب والنقيصة كبعد الثريا من الشيب وَالْكبر فَكَمَا لَا يلْحقهَا الشيب والهرم فَأَنا كَذَلِك لَا يلحقني الْعَيْب وَالنُّقْصَان فَمَا أبعد الْعَيْب وَالنُّقْصَان عَن شرفي ورفعته وعرضي وسلامته
30 - الْغَرِيب الْغَمَام السَّحَاب وَالصَّوَاعِق جمع صَاعِقَة وَهِي قِطْعَة من نَار تسْقط بأثر الرَّعْد الشَّديد وَيُقَال صَاعِقَة وصاقعة والديم جمع دِيمَة وَهِي مطر يَدُوم مَعَ سُكُون الْمَعْنى يُشِير إِلَى الممدوح معنفا لَهُ على إصغائه إِلَى الطاعنين عَلَيْهِ أَي لَيْت هَذَا الْملك الَّذِي يشبه الْغَمَام بجوده ويخلفه بعقله الَّذِي عِنْدِي صواعقه يُرِيد مَا يلْحقهُ من الْأَذَى مِمَّن حوله يزِيل تِلْكَ الصَّوَاعِق إِلَى الحاسدين فيشاركونني فِي بؤسه كَمَا يشاركونني فِي فَضله وَالْمعْنَى لبته أَزَال الشَّرّ الَّذِي عِنْدِي إِلَى من عِنْده النَّفْع وَهُوَ مَأْخُوذ من قَول حبيب
(فَلَوْ شاءَ هَذَا الدَّهْرُ أقْصرَ شَرَّهُ ... كَمَا قَصُرَتْ عَنَّا لهُاهُ وَنائلُهُ)
وَمثله لِابْنِ الرُّومِي
(أعِنْدِيَ تَنْقَضُّ الصَّوَاعقُ منْكُما ... وَعِنْدَ ذَوي الكُفرِ الحيا وَالثرَى الجعْدُ)
وللبحتري
(سَيْلُهُ يَقْصِدُ العِدَى وَتُجاهي ... خُلْفُ إيماضِ بَرْقهِ وجُمُودُهْ)
وَأَخذه السّري الْموصِلِي فَقَالَ
(وَأنا الفِدَاءُ لمَنْ مخَيِلَةُ بَرْقِهِ ... حَظِّي وَحظُّ سوَايَ مِنْ أنْوَائِهِ)
وألفاظ السّري وسبكه أحسن من الْجَمَاعَة