الْمَعْنى يَقُول قد سَافَرت وحدي فَلَو كَانَت الْجبَال تتعجب من أحد لتعجبت مني لِكَثْرَة مَا تَلقانِي وحدي فصحبت الْوَحْش فِي الفلوات مُنْفَردا بقطعها مستأنسا بِصُحْبَة حيوانها حَتَّى تعجب مني سهلها وجبلها وقوزها وأكمها

24 - الْمَعْنى يُرِيد يَا من يعز علينا مُفَارقَته بِمَا أسلف إِلَيْنَا من فَضله واستوفرناه من الْحَظ بِقُرْبِهِ وجداننا كل شَيْء طائل بعدكم عدم لَا نسر بِهِ ومحتقر لَا نبهج لَهُ يُرِيد لَا يخلفكم أحد

25 - الْغَرِيب مَا أخلقه بِكَذَا وأقمنه وأجدره أولاه والأمم الْقَصْد وَهُوَ أَمر بَين أَمريْن لَا قريب وَلَا بعيد الْمَعْنى يَقُول مَا أخلقنا ببركم وتكرمتكم وإيثاركم لَو أَن أَمركُم فِي الِاعْتِقَاد لنا على نَحْو أمرنَا فِي الِاعْتِقَاد لكم وَمَا نَحن عَلَيْهِ من الثِّقَة بكم

26 - الْمَعْنى يَقُول إِن كَانَ مَا فعله الْحَاسِد لنا واختلقه الواشي بَيْننَا مرضيا لكم مستحسنا عنْدكُمْ فَمَا يتشكى الْجرْح إِذا أرضاكم مَعَ شدَّة وَجَعه وَلَا يكره مَعَ استحكام ألمه حرصا على موافقتكم وإسراعا إِلَى إرادتكم قَالَ الواحدى هَذَا من قَول مَنْصُور الْفَقِيه

(سُرِرْتُ بِهَجْرِكِ لمَّا عَلمْتُ ... أنْ لِقَلْبِكِ فِيهَ سُرُورَا)

(وَلَوْلا سُرورُكِ مَا سَرَّنِي ... وَلا كنْتُ يوْما عَلَيْهِ صَبُورَا)

(لأّني أرَى كُلّّ مَا ساءَني ... إذَا كانَ يُرْضِيكِ سَهْلًا يَسيرَا)

27 - الْغَرِيب النَّهْي الْعُقُول والمعارف جمع معرفَة والذمم العهود وَاحِدهَا ذمَّة الْمَعْنى يَقُول بَيْننَا معرفَة لَو رعيتم تِلْكَ الْمعرفَة وَإِنَّمَا ذكر لِأَن الْمعرفَة مصدر فَيجوز تذكيره على نِيَّة الْمصدر يَقُول إِن لم يجمعنا الْحبّ فقد جمعتنَا الْمعرفَة وَأهل الْعقل يراعون حق الْمعرفَة والمعارف عِنْدهم عهود وذمم لَا يضيعونها فبيننا وَسَائِل الْمعرفَة وَلنَا إِلَيْكُم شوافع المحالفة إِن أَحْسَنْتُم المراعاة والمعارف عِنْد أمثالكم من ذَوي الْعُقُول الراجحة والأحلام الوافرة ذمم لَا يضيع حفظهَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015