الْمُعْجَمَة وَهُوَ جمع خَليفَة تَقول خَليفَة وخلفاء وخلائف جَاءُوا بِهِ على الأَصْل مثل كَرِيمَة وكرائم وَقَالُوا خلفاء مَعَ أَن فِيهِ الْهَاء وفعيلة بِالْهَاءِ لَا تجمع على فعلاء لِأَنَّهُ لَا يَقع إِلَّا على مُذَكّر فجمعوه على إِسْقَاط الْهَاء فَصَارَ مثل ظريف وظرفاء الْمَعْنى يُشِير بِهَذَا إِلَى أَن تصرف أعَاد بِهِ فِي الْبِلَاد بأَمْره فَإِن أعرض عَنْهُم اسْتَمْتعُوا بِالْبَقَاءِ فِيهَا وَإِن عزلهم سلمُوا إِلَيْهِ بِالْخرُوجِ فَجعل أعاديه من الرّوم وَغَيرهم خلفاءه فِي بِلَادهمْ وعماله فِي قواعدهم فهم عاجزون عَن التَّعَرُّض لحربه

7 - الْغَرِيب المشرفية السيوف تنْسب إِلَى مَوضِع تطبع فِيهِ السيوف وَهِي المشارف وَالْخَمِيس الْجَيْش الْعَظِيم والعرمرم الْكثير الْمَعْنى يَقُول لَا يُرْسل إِلَى أحد رَسُولا إِلَّا الْجَيْش الْكثير وَلَا كتابا إِلَّا بِالسَّيْفِ وَلَا يَسْتَدْعِي مِنْهُم حَاجَة برَسُول وَلَا كتاب لَكِن يبْعَث إِلَيْهِم الْجَيْش يَعْنِي من اقتداره عَلَيْهِم لَا كتب يبعثها وَلَا رسل يوجهها نحوهم غير جيوشه فهم يتصرفون على حكمه عاجزون عَن الْمُخَالفَة لأَمره وَفِيه نظر إِلَى قَول حبيب

(السَّيْفُ أصْدَقُ أنْباءً مِنَ الكُتُبِ ... فِي حدّهِ الحَدُّ بَينَ الجدّ وَاللعِبِ)

8 - الْمَعْنى يَقُول مخبرا عَن عَظِيم ملكه وَمَا ظهر من عُمُوم فَضله لم يخل من نَصره أحد لَهُ يَد يبطش بهَا لوقوف جَمِيع النَّاس عِنْد أمره ووقوعهم تَحت طَاعَته وَلم يخل من شكره أحد لَهُ فَم ينْطق بِهِ لما شملهم من إحسانه وأحاط بهم من إنعامه فَبين بِهَذَا أَن طَاعَة الْجَمِيع لَهُ طَاعَة وداد ومحبة لَا طَاعَة استكراه وَغَلَبَة

9 - الْغَرِيب الدِّينَار أَصله دنار بِالتَّشْدِيدِ فأبدل من أحد حرفي تضيعفه يَاء لِئَلَّا يلتبس بالمصادر الَّتِي تَجِيء على فعال كَقَوْلِه تَعَالَى {وكذبوا بِآيَاتِنَا كذابا} إِلَّا أَن يكون بِالْهَاءِ فَيخرج عَن أَصله كالدنامه والصنارة والمنبر أَصله من نبرت الشَّيْء رفعته ونبرة الْمَعْنى رفع صَوته عَن خفض الْمَعْنى يَقُول عَمت مَمْلَكَته الدُّنْيَا فَلم يخل مِنْبَر إِلَّا واسْمه مَذْكُور فِيهِ لِأَن الْبِلَاد تَحت ولَايَته يخْطب على منابرها بِلُزُوم طَاعَته وَلم يخل دِينَار وَلَا دِرْهَم من اسْمه لِأَن دنانيرها ودراهمها مَضْرُوبَة باسمه مسكوكة بِذكرِهِ وَهَذَا إِشَارَة إِلَى عظم مَمْلَكَته وَأَن الْآفَاق تَحت ولَايَته مطيعة لأَمره وَنَهْيه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015