- الْمَعْنى قَالَ أَبُو الْفَتْح إِذا ستر الْغُبَار نور الشَّمْس فأظلم مَا بَين الشجاعين قبصره ثَابت لم يمنعهُ الظلام صِحَة النّظر قَالَ وَيجوز أَن يكون كل وَاحِد مِنْهُمَا قد وَقع فِي أَمر عَظِيم وَمن شَأْن النَّاس أَن يَقُولُوا أظلمت الدُّنْيَا بيني وَبَين فلَان إِذا كَلمه بكلمه يشق عَلَيْهِ وَإِن لم يكن ثمَّ ظلام انْتهى كَلَامه وَالْمعْنَى أَنه شَدِيد الضَّرْب رابط الجأش إِذا التقى الشجاعان وضاق مَا بَينهمَا بتجلد الْأَبْطَال وتقارب مَا بَين الأقران وَأَنه بَصِير إِذا أظلم مَا بَين الشجاعين بتمثل الْمَوْت لَهما وتيقن الْمنية عِنْدهمَا فهنالك يثبت نظره لقُوَّة نَفسه وَلَا يشخص بَصَره لتمكن بأسه وَهَذَا مُبَالغَة فِي الشجَاعَة
11 - الْغَرِيب نُجُوم الْقَذْف هِيَ الَّتِي تقذف بهَا الشَّيَاطِين قَالَ الله تَعَالَى {ويقذفون من كل جَانب دحورا} قَالَ أَبُو الْفَتْح وَنَقله الواحدى خيله تبارى تِلْكَ النُّجُوم الَّتِي تنقض فِي السرعة وَجعلهَا نجوما لِأَنَّهَا تتلألأ فِي الظلام ببريق الْحَدِيد وَأَنَّهَا تستغرق الأَرْض بسيرها فَهِيَ تسير فِي الأَرْض كَمَا تسير الْكَوَاكِب فِي السَّمَاء انْتهى كَلَامهمَا والورد الْفرس الْأَحْمَر والأدهم مَعْرُوف وَالْمعْنَى أَن خيله سريعة السّير كسرعة النُّجُوم وفيهن الْورْد والأدهم
12 - الْغَرِيب الْقَصْد قطع الرماح إِذا انْكَسَرت الْوَاحِدَة قصدة والمران الرماح سميت بذلك لمرانتها أَي للينها الْمَعْنى يَقُول خيله يطأن من الْأَبْطَال الْأَعْدَاء من لَا حملنه وَمَا تكسر من الرماح الَّتِي لَا تقوم بعد كسرهَا وَالْمعْنَى أَن خيله يطأن من الْأَبْطَال المقتولين فِي وقائعه من لَا جعلهَا الله أَن تحمله بِأَن يصير فِي رِجَاله ويئول إِلَى آماله ويطأن فِي تِلْكَ الوقائع من قطع الرماح مَا تقوس فَلَا يُمكن تقويمه وتكسر فَلَا يحاول تعديله وَهُوَ من قَول الْحصين بن الْحمام المرى
(يَطَأْنَ مِنْ القَتْلَى وَمَنْ قِصَدِ القَنا ... خياراً فَما يَجرِينَ إلاَّ تَجشمُّا)
13 - الْغَرِيب السيدان جمع سيد وَهُوَ الذِّئْب وَهُوَ مِمَّا جَاءَ على فعل وفعلان نَحْو قنو وقنوان وَالْعَسَل جمع عاسل من عسلان الذِّئْب وَهُوَ الْإِسْرَاع والنينان جمع نون وَهُوَ الْحُوت وَنون ونينان كحوت وحيتان وعوم جمع عائم وَهُوَ السابح كصائم وَصَوْم