- الْمَعْنى يُرِيد أَنه يبلغ فِي الْكَرم مَالا يرتقب الزِّيَادَة فِيهِ وَيفْعل مِنْهُ كل مَا تَنْتَهِي إِلَيْهِ الْمعرفَة فَإِذا قيل هَذَا غَايَة الْكَرم أبدع فِيهِ مَا لَا عهد لأحد بِمثلِهِ وَلَا يبلغهُ كريم بِجهْدِهِ وَلَا يَهْتَدِي إِلَيْهِ الْكِرَام وَهُوَ من قَول البحتري

(طَلُوبٌ لأَقْصَى غايَةٍ بَعْدَ غايَةٍ ... إذَا قِيلَ يَوْما قَدْ تَناهَى تَزَايَداً)

16 - الْغَرِيب كع الرجل يكع بِكَسْر الْكَاف وَقد فتحهَا قوم وكع وكاع بِمَعْنى وَاحِد إِذا عجز عَن الشَّيْء والارتياح الاهتزاز للكرم الْمَعْنى يَقُول أرانا كفاحا تعجز عَنهُ الأعادي وينكصون على أَعْقَابهم مِنْهُ وارتياحا أَي اهتزاز للكرم تتحير مِنْهُ الْعُقُول وتعجز الْأَنَام عَنهُ

17 - الْمَعْنى يَقُول إِن فِي الْقُلُوب من هيبته مَا يَكْفِيهِ عَن السَّيْف وَمَا يشبه السَّيْف فِي نفاذه والشجاع يهابه ويخافه فَلَا يُقيم عَلَيْهِ فَإِذا لَا يحْتَاج إِلَى دفعهم بِالسَّيْفِ إِذْ هيبته تقوم فِي قُلُوبهم كالسيف قَالَ ابْن وَكِيع وَهُوَ مَأْخُوذ من قَول أبي دلف

(وَيصُولُ الإمامُ فِي حَيْثما صالَ ... وَفي صَوْلَةِ الإمامِ الحِمامُ)

18 - الْمَعْنى قَالَ الواحدي إِن توقاه الشجاع وَحفظ مِنْهُ نَفسه فَذَاك مِنْهُ كثير والبليغ إِن أمكنه أَن يسلم عَلَيْهِ فَذَلِك غَايَة بلاغته وَقَالَ أَبُو الْفَتْح لِأَن هيبته توجب أَن لَا ينْطق أحد بَين يَدَيْهِ وَقد ذهب قوم إِلَى أَن مُرَاده أَن الشجاع بكثر التوقي مِنْهُ لِأَنَّهُ يُشَاهد من الهيبة مَا يحملهُ على ذَلِك والبليغ يسلم تَسْلِيمًا بعد تَسْلِيم فيكثر السَّلَام لِأَنَّهُ لَا يقدر على غير وَالْأول أشبه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015