- الْغَرِيب الوغى الْحَرْب وأصوات الْحَرْب يُقَال بِالْعينِ والغين والحاء والذمام الْعَهْد الْمَعْنى يَقُول وَالَّذِي يشْهد الْحَرْب غير مُضْطَرب الجأش كَأَن الْقِتَال عاهده أَن لَا يقتل فَهُوَ يسكن إِلَى الْقَتْل سكونه إِلَى الذمام فَهُوَ يحضرها ثَبت النَّفس غير حافل بشدتها وَهُوَ من قَول حبيب
(مُتَسَرّعِينَ إِلَى الحُتُوفِ كأنَّما ... بَينَ الحُتُوفِ وَبَيْنَهُمِ أرْحامُ)
وَمن قَول مُحَمَّد بن نواس
(يَتَبادَرونَ إِلَى الهِياجِ كَأنَّما ... بَدَرُوا إِلَى صِلةٍ مِن الأرْحامِ)
12 - الْغَرِيب الكتيبة الْجَمَاعَة من الْخَيل والفهاق جمع فهقة وَهِي الْعظم الَّذِي يكون على اللهاة وَهُوَ مركب الرَّأْس فِي الْعُنُق قَالَ الْأَصْمَعِي قَالَ قُرَّة بن خَالِد سُئِلَ عبد الله بن عتبي عَن المتفهقين فَنفخ وجافى يَدَيْهِ عَن جَنْبَيْهِ وَنفخ شدّ قيه قَالَ أَبُو حَاتِم أَصله من الفهقة وَهُوَ الَّذِي عقد عُنُقه تيها وكبرا والأقدام جمع قدم الْمَعْنى يَقُول وَالَّذِي يضْرب الجيوش بِسَيْفِهِ وَيقطع أَعْنَاقهم حَتَّى تتلاقى مَعَ الْأَقْدَام وَقيل الفهقة خرزة الْعُنُق الْمُتَّصِلَة بِالظّهْرِ وَسميت فهقة لأنما تفهق موضعهَا أَي تماؤه
13 - الْمَعْنى إِذا نزل سَاعَة بمَكَان صَار ذَلِك لَك الْمَكَان فِي ذمَّته فَلَا تنزل بِهِ الْحَوَادِث وَلَا يُصِيبهُ الزَّمَان بأذى من قحط وجدب وَالْمعْنَى أَن سيف الدولة إِذا نزل بِبَلَد أجاره على الدَّهْر وكف عَنهُ صروفه وَحرم أَذَاهُ وَأمن ببركته الْمَكْرُوه
14 - الْمَعْنى يُرِيد أَن السرُور والطرب يقيمان بذلك الْمَكَان لَا يفارقانه فَكَأَن السرُور نَبَات ذَلِك الْبَلَد لكثرته فِيهِ وَكَأن المدام سحابه لظُهُور فَرح أَهله بِهِ قَالَ ابْن وَكِيع لَو قَالَ وَالَّذِي ينْبت الْبِلَاد بهائر فَجمع بَين المشروب والمشموم لَكَانَ أحسن وَهُوَ من قَول البحتري
(وَيَوْمٍ بالمَطِيرَةِ أمْطَرَتْنَا ... سمَاءٌ صَوْبَ وَابِلهِا عُقارُ)