وَقَالَ ابْن فورجة الضَّمِير فِي لَهُ للزمان مَعْنَاهُ نَحن الَّذين ضايقهم الزَّمَان فِيك لنَفسِهِ ولأجله ليَكُون لَهُ دونهم كَمَا تَقول هم الَّذين رضيهم زيدا لَهُ أَي لنَفسِهِ وإلحاق اللَّام بالمفعول قبح جدا وَكَذَا قَالَ الْخَطِيب الْمَعْنى يَقُول نَحن الَّذين ضايقهم الزَّمَان فِيك فيبخل عَلَيْهِم بك فيحرمهم لقائك ويباعد بَينهم وَبَيْنك وتخونهم الْأَيَّام فِي الْقرب مِنْك يُشِير إِلَى أَن الزَّمَان يعشقه ويغار على قربه فَهُوَ يُرِيد أَن ينْفَرد بِهِ دون النَّاس وَهُوَ مَأْخُوذ من قَول مُحَمَّد بن وهيب
(وَحارَبَنِي فيهِ رَيْبُ الزَّمانِ ... كَأنَّ الزَّمانَ لَهُ عاشِقُ)
3 - الْغَرِيب السّلم ضد الْحَرْب وَهُوَ الصُّلْح والإجذام الْإِسْرَاع فِي السّير قَالَ طرفَة
(أحَلْتُ عَلَيْها بالقَطِيعِ فأجْذَمَتْ ... وَقَدْ خَبَّ آلُ الأمْعَزِ المُتَوَقِّدِ)
والإجذام الإقلاع عَن الشَّيْء بِسُرْعَة قَالَ الرّبيع بن زِيَاد
(وَحرَّقَ قَيْسٌ عَليَّ البلادَ ... حَتَّى إذَا اضْطرَمَتْ أجْذَما)
وَقيس هَذَا هُوَ ابْن زُهَيْر الْعَبْسِي الْمَعْنى يَقُول كل فعالك فِي سَبِيل المكارم الْعَالِيَة إِن قَاتَلت أَو سالمت فَأَنت فِي طلاب العلياء وَأَنَّك لَا تألف من ذَلِك إِلَّا مَا شرف قدره وَظهر فَضله
4 - الْمَعْنى قَالَ الواحدي لَيْت أَنا مَعَك نحمل عَنْك الْمَشَقَّة فِي مسيرك ونزولك فِي سفرك هَذَا معنى الْبَيْت وَلكنه أَسَاءَ حَيْثُ تمنى أَن يكون بَهِيمَة وجمادا وَلَا يحسن بالشاعر أَن يمدح غَيره بِمَا هُوَ وضع مِنْهُ وَلَا يحسن أَن يَقُول لَيْتَني امْرَأَتك انْتهى كَلَامه وَقَالَ أَبُو الْفَتْح طعن عَلَيْهِ قوم تعصبوا عَلَيْهِ فَقَالُوا الْخيام يَعْلُو من تحتهَا وَقد جعله دونهَا فَأجَاب عَنهُ نظما
(لَقَدْ نَسَبُوا الخيامَ إِلَى عَلاءِ ... )
وتلخيص الْمَعْنى ليتنا نقيك الْأَذَى ونتحمل عَنْك الردى وَالْمعْنَى لَيْت أَنِّي وَمن يتَّصل بِي نتحمل من موقرتك مَا تتحمله الْخَيل عِنْد رحيلك وننوب فِي صيانتك عَن الْخيام عِنْد إقامتك رَغْبَة فِي الشّرف بقربك وَالْقَضَاء لحقوق فضلك
5 - الْمَعْنى يَقُول كل يَوْم لَك يحدث سفرا وَهُوَ دَلِيل على علو همتك وَفِي كل يَوْم لَك رحيل يُقيم فِيهِ الْمجد عنْدك لِأَنَّهُ يطْلب الْمجد وَلِأَن الْمجد مَعَك حَيْثُمَا كنت