- 1 الْغَرِيب الإزماع الْعَزْم على الرحيل والهمام الْملك الْعَظِيم الهمة والربا جمع ربوة وَخص الربادون غَيرهَا لِأَن الرَّوْضَة إِذا كَانَت على يفاع من الأَرْض كَانَت أحسن الْمَعْنى يَقُول أَيْن وَهُوَ سُؤال عَن مَكَان أَي أَي مَكَان عزمت عَلَيْهِ أَيهَا الْملك قَالَ الواحدي وَنحن وَنحن لَا عَيْش لنا إِلَّا بك فَإِذا فارقتنا لم نعش كنبات الرِّبَا لَا يبْقى إِلَّا بالغمام لِأَنَّهُ لَا شرب لَهُ إِلَّا من مَائه وَغير نَبَات الرِّبَا يُمكن أَن يجْرِي إِلَيْهِ المَاء وَهُوَ من قَول الآخر
(نَحْن زَهْرُ الرّبا وَجُودُكَ غَيْثٌ ... هَلْ بِغَيرِ الغُيُوثِ يُونِقُ زَهْرُ)
هَذَا كَلَامه وَهُوَ كَلَام أبي الْفَتْح نقلا وَالْمعْنَى يَقُول أَي أزمعت أَيهَا الْملك عَنَّا وَنحن الَّذين أظهر تهم نِعْمَتك إِظْهَار الْغَمَام لنبت الرِّبَا وَهُوَ من آنق النبت وَلِهَذَا ضرب الله بِهِ الْمثل فِي قَوْله {كَمثل جنَّة بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وابل} وَهُوَ مَعَ ذَلِك أقرب النبت موضعا من الْغَمَام وأشده افتقارا إِلَيْهِ لِأَنَّهُ لَا يُقيم فِيهِ ويسرع الانسكاب عَنهُ وَلِهَذَا شبه أَبُو الطّيب حَاله بِهِ قَالَ ابْن وَكِيع أول هَذِه القصيدة سوء أدب لسؤاله ملكا جَلِيلًا بأين أزمعت وَالْبَيْت مَأْخُوذ من قَول أبي فنن
(لَعَمْرُكَ إنَّني وَأبا عَليّ ... كَنَبْتِ الأرْضِ تَصْلِحُه السَّماءُ)
2 - الْمَعْنى قَالَ أَبُو الْفَتْح اللَّام فِي لَهُ زَائِدَة وَله نَظَائِر كَقَوْلِه تَعَالَى {ردف لكم} وَقَوله {إِن كُنْتُم للرؤيا تعبرون} وَقَول الشَّاعِر
(أرِيدُ لأنْسى ذِكْرَها فَكَأنَّما ... تُمَثَّلُ لي لَيْلى بِكُلّ سبيلِ)
يُرِيد أَن أنسى وَقَالَ ابْن ميادة
(وَمَلَّكْتَ مَا بَينَ العِرَاقِ وَيَثْرِبٍ ... مَلِكا أجارَ لِمسُلِمٍ وَمُعاهِدِ)
يُرِيد أَجَارَ مُسلما ومعاهدا وَمثله قَوْله تَعَالَى {ردف لكم} أَي ردفكم وَنصب قربك على الْمَفْعُول الثَّانِي يُقَال خَان الزَّمَان زيدا ملكه يتَعَدَّى إِلَى مفعولين وَلَا يجوز نَصبه على الظّرْف لِأَنَّهُ يصير ذما للمدوح وَإِقْرَار بِأَن الزَّمَان خَانَهُمْ فِي حَال اقترابهم مِنْهُ وَقيل أَرَادَ نَحن من ضايقه الزَّمَان فَحذف الرَّاجِع إِلَى الْمَوْصُول