كَقَوْل الْأَزْدِيّ
(المَجْدُ صاحِبْكَ الَّذي حالفْتَه ... أبدا فَرَوْضَتهُ المريعةُ مَرْبَعكْ)
(فَإِذا رَحَلْتَ سرَيْتَ تحتَ ظِلالِهِ ... وَإذا رَتَعْتَ فَفِي ذُرَاهُ مَرْتَعُكْ)
وكقول حبيب
(كُلَّما زرْتُهُ وَجَدْتُ لَدَيْهِ ... نَشَبا ظاعِنا وَمجْداً مُقيما)
6 - الْمَعْنى يَقُول إِذا عظمت الهمة وَكَبرت النَّفس تَعب الْجِسْم فِي طلب الْمَعَالِي من الْأُمُور وَلَا يرضى بالمنزلة الدنيئة فيطلب الرُّتْبَة الشَّرِيفَة كَقَوْل العتابي
(وَإنَّ عَلِيَّاتِ الأُمُورِ مَثُوبَةٌ ... بِمُسْتَوْدعاتٍ فِي بُطُونِ الأساوِدِ)
وَبَيت أبي الطّيب من كَلَام أرسطا طاليس إِذا كَانَت الشَّهْوَة فَوق الْقُدْرَة كَانَ هَلَاك الْجِسْم دون بُلُوغ الشَّهْوَة وَقَالَ ابْن وَكِيع لم يَأْخُذ من الْحَكِيم وَإِنَّمَا أَخذ من أهل صناعته فَأخذ قَوْله من قَول عبيد الله بن عبد الله بن طَاهِر
(فَقالُوا أَلا تَلْهُو لِتُدْرِكَ لَذَّةً ... فَقُلت وَكيْفَ اللَّهو وَالهمُّ حاجِزُ)
(وَنَفْسِي تُعاني أنْ تُقيِمَ مُروءَتي ... عَلى غايَتِي فِي المجْد وَالجَهدُ عاجِز)
وَمن قَول ابْن أبي زرْعَة
(أهْلُ مَجْدٍ لَا يَحْفِلونَ إذَانا ... لُوا جَسِيما أنْ تُنهَكَ الأجْسامُ)
وَمن قَول الحصني
(نَفْسِي مُوَكَّلَةٌ بِالمجْدِ تَطْلُبُه ... وَمَطْلب المجْدِ مَقْرونٌ بِه التَّلفُ)
وَمن قَول ابْن جَابر
(إذَا مَا عَلا المَرْءُ رَامَ العُلى ... وَيَقْنَعُ بِالدُّونِ مَنْ كانَ دُونا)
وَمن قَول حبيب
(فَعَلِمْنا أنْ لَيْس إِلَّا بِشِقَّ النَّفْفْس ... صَار الكَريِم يدْعَى كَرِيما)
(طَلَب المْجدِ يُورِث النَّفْس خَبْلاً ... وهموما تُقَضْقِضّ الحيزوما)
وَأخذ هَذَا الْمَعْنى بَعضهم فَقَالَ
(فَيامَنْ يَكُدُّ النَّفْس فِي طَلبِ العُلى ... إِذا كَبِرتْ نَفْسُ الفَتى طَال شُغْلُهُ)