كذلك من فوائد هذه التوبة أنها مقتضية من الإنسان تقصير الأمل، والإقبال على الله سبحانه وتعالى بوجل؛ لأن التائب يريد أن يختم له بالحسنى، فيتذكر أن كل وقت بالإمكان أن يكون خاتمته، وكل ساعة تنتهي فيها آجال عدد كبير من الناس، ويأتي فيها الموت فجأة لكثير من الناس، وليس لدى كل واحد ضمان من الله أن لا يأتيه الموت في ساعته هذه: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} [لقمان:34]، ومن هنا فكل ساعة تمر علينا من المحتمل أن تكون خاتمة بعضنا، فمما يعين على تذكر هذا وتقصير الأمل أن يكون الإنسان من التوابين، ولهذا افتتح الله سبحانه وتعالى وصف عباده المرضيين بذكر هذه التوبة، فقال تعالى: {التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [التوبة:112].