إن الله يضع للمنفقين القبول في الأرض؛ وما ذلك إلا بسبب القبول في السماء، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا أحب الله عبداً نادى جبريل: إني أحب فلاناً فأحبه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض الله عبداً نادى جبريل: إني أبغض فلاناً فأبغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً، فأبغضوه، فيبغضه أهل السماء، ثم يوضع عليه البغض في الأرض)، نسأل الله السلامة والعافية.
فأصحاب الجود والسخاء قد وضع الله لهم القبول والمحبة في الدنيا، وهذا يدل على محبتهم في السماء، وقبولهم، فلذلك علينا أن نحاول اللحاق بهؤلاء، فتخلقوا بهم إن لم تكونوا مثلهم.
فيحاول كل إنسان منا أن يجعل نفسه في هذا المساء من المنفقين، والأمر ميسور؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم قال لـ سعد رضي الله عنه: (إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها، حتى ما تجعل في فيّ امرأتك)؛ فلذلك على الإنسان أن يحاول أن يكتب في مساء هذا اليوم الذي ستغرب فيه الشمس، وترفع الأعمال فيه إلى الله من المنفقين المتصدقين، وأن يحرص على الصدقة في كل يوم، وألا يسقط اسمه من لائحة المتصدقين المنفقين، وأن نتذكر آيات سورة الحديد، وما ذكر الله فيها من الترغيب في الإنفاق في سبيله.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه، وأن يأخذ بنواصينا إلى البر والتقوى، وأن يجعلنا أجمعين هداة مهديين، غير ضالين ولا مضلين، وأن يلهمنا رشدنا، وأن يعيذنا من شرور أنفسنا، وأن يجنبنا الشيطان وخطواته، وأن يعيننا على البر والتقوى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.