كذلك من فوائد هذه التوبة أنها مقتضية للانكسار والأدب بين يدي الله، فالمؤمن محتاج إلى حسن معاملة الله سبحانه وتعالى، أن يعامل الله معاملة صحيحة، ولا يتم ذلك إلا بالتوبة؛ لأنها مفتاح باب المعاملة، فمن لم يدخل من هذا الباب لا يمكن أن يوفق للشكر -مثلاً- ولا للصبر ولا لتحقيق الخوف والرجاء، بل لا يتم هذا إلا من طريق الباب الذي هو التوبة؛ لأنه بمثابة الطهارة للصلاة، فالصلاة أعظم ما فيها السجود بين يدي الله، والقراءة في حال القيام، لكنها ما لم يتنظف الإنسان قبلها ويتطهر لغو ومردودة على صاحبها.
فكذلك هذه الأعمال إذا لم تسبقها هذه التوبة التي هي طهارتها، فالتوبة طهارة القلب، كما أن الوضوء طهارة الجوارح، إذا لم تسبقها هذه التوبة فهي مثل الصلاة الباطلة التي لم يسبقها وضوء.