وكذلك من هذه الشروط المكملة أن يكون الإنسان حافظاً بذهنه ما يتعلمه، وألا يتكل على كتابه أو تسجيله؛ فإن العلم محله الصدر، والذي يملك مكتبة كبيرة ضخمة ولا يقرأ ما فيها لا يمكن أن يعد من العلماء، بل لا يكون عالماً حتى يحوي ذلك صدره، كما قال الراجز: ليس بعلم ما حوى القمطر ما العلم إلا ما حواه الصدر وقال الشافعي رحمه الله: علمي معي حيث ما يممت يتبعني قلبي وعاء له لا جوف صندوق إن كنت في البيت كان العلم فيه معي أو كنت في السوق كان العلم في السوق وكذلك قال أبو محمد علي بن حزم رحمه الله: إن تحرقوا القرطاس لا تحرقوا الذي تضمنه القرطاس بل هو في صدري يسير معي حيث استقلت ركائبي ويمكث إن أمكث ويدفن في قبري