العمل بالعلم

ومن هذه الشروط: الاتباع.

فلابد أن يتبع الإنسان ما علمه، وإلا قامت به الحجة عليه، ولذلك قال أبو الدرداء رحمه الله: (إن أخوف ما أخافه كتاب الله، ألا تبقى آية آمرة إلا جاءتني فقالت: يا أبا الدرداء! قد أتيتك آمرة فلم تأتمرني، ولا آية زاجرة إلا جاءتني فقالت: يـ أبا الدرداء! قد أتيتك زاجرة فلم تنزجر بي!) وكذلك قال: (إني أخاف أن يقال لي يوم القيامة: أعلمت أم جهلت؟ فأقول: بل علمت، فيقال: فما عملت فيما علمت؟!) فمن علم فقد قامت عليه الحجة، وانقطعت أعذاره بين يدي الله عز وجل، ولهذا من أعدت له العدة ليتعلم كذلك، فقد انقطعت حجته، كما قال تعالى: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ} [فاطر:37].

فإذا حصلت النعمة بالعمر والوقت، وهيئت الأسباب للعلم فلم يتعلم الإنسان فقد قامت عليه الحجة وكأنه قد علم، كما في قوله تعالى في هذه الآية: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ} [فاطر:37].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015