Q هل راتبة الظهر مشروعة لمن يصلي الظهر يوم الجمعة لعذر أو لغير عذر؟
صلى الله عليه وسلم الراتبة إنما يقصد بها ترقيق القلب للصلاة، فهي تهيئة للنوافل لإتمام الصلاة، وتكميل لما ينقص من خشوعها أو أدائها، فيكمل الإنسان فرضه بها.
وحين علم الله عز وجل ضعفنا وعجزنا عن إتمام الصلاة يسر لنا هذه الرواتب القبلية والبعدية؛ لنكمل بها النقص الذي نتأكد أننا قد وقعنا فيه في صلاتنا، وقد كان كثير من سلفنا الصالح إذا صلى أصابه حياء شديد من صلاته كحال البغيَّ إذا انتهت من الزنا؛ لشدة ما يلاحظه على نفسه من كثرة التفريط في الصلاة، فقد أذن له في هذه الفرصة النادرة بمناجاة ديان السماوات والأرض الملك الديان، ومع ذلك يفرط فيها وتذهب نفسه كل مذهب؛ فلذلك يستحي عند نهايتها كما تستحي البغيُّ عند انتهائها من زناها، نسأل الله السلامة والعافية! فلذلك إنما قصد بهذه الرواتب ترقيق القلوب، والذي يتعمد التخلف عن الجمعة هو أحوج إلى ترقيق القلب، وهو أحوج إلى ما يسد به هذه الثغرة التي بقيت فيه، وقد كان كثير من سلفنا إذا فاتته الركعة الواحدة من الصلاة يأتيه الناس ويعزونه بصلاته للمصيبة التي نزلت به.