الوسيلة السادسة: الشيخ؛ فيحتاج المتعلم إلى شيخ ناصح يعلمه ويرشده وينتخب له، ويتعلم من أدبه وسلوكه، وأثر العلم عليه قبل أن يتعلم من علمه، كما قالت العالية أم مالك رحمه الله: (اذهب إلى ربيعة فتعلم من أدبه قبل أن تتعلم من علمه)، وقديمًا قال أبو حيان رحمه الله: يظن الغمر أن الكتب تهدي أخا فهم لإدراك العلومِ وما يدري الجهول بأن فيها غوامض حيرت ذهن الفهيمِ إذا رمت العلوم بغير شيخ ضللت عن الصراط المستقيمِ وتلتبس الأمور عليك حتى تصير أضل من توما الحكيمِ وأهل الحديث يجرحون الراوي بسرقة الحديث، أي: بتحديثه من غير سماع من الشيخ، فإذا كان يأخذ من الكتاب فإنه مجروح بذلك لديهم.