الوسيلة السابعة: الزميل المرافق الذي يعين الإنسان على الطلب، ويزيل عنه النكد، ويساعده في الفهم والحفظ، وينافسه في الازدياد من هذا العلم، وهذا الزميل يستفيد منه الإنسان أكثر مما يستفيد من الشيخ نفسه؛ لكثرة الملازمة والمنافسة، ولذلك يقول أحد العلماء: وليس كل فتى يدري حقيقة ذا إن التناوة تطفي ذهن كل فتى والتناوة: عدم المذاكرة مع الزميل والقرين، بل طالب العلم عرضة للنكد والتأثر بغربته وعزلته، ولا يزيل ذلك عنه إلا معاشرته للأصدقاء الأوفياء والأذكياء الذين يحرص على منافستهم، والزميل المقارن للإنسان الذي ينافسه في الطلب معين له على الحفظ وعلى الاستمرار، ولذلك فإن الإمام سليمان بن مهران الأعمش رحمه الله بحث عن زميل في قوة ذهنه وعلو همته فلم يجده، فاشترى تيسًا فربطه عنده، وكان يقرأ عليه العلم ويقول: أفهمت؟! فاشتهر تيس الأعمش بالذكر بين الناس لذلك.
ويتدرب الإنسان مع زميله على التدريس، والبحث والمناظرة، وكل ذلك يحتاج إليه الطالب في تحصيل العلم.