الوقت

الوسيلة الخامسة: الوقت، فيحتاج في تحصيل العلم إلى وقت، ولا يمكن أن يحصله المستعجلون، فلا ينال هذا العلم إلا بأن يعطيه الإنسان وقتًا جزيلاً من وقته، ولا يرضى بهوامش الوقت كما قال ابن عيينة: (إن العلم لن يعطيك بعضه حتى تعطيه كلك).

ولذلك فإن الذين طلبوه قد تجردوا له، فوفروا له كثيرًا من الوقت، ليس لهم شغل إلا طلب هذا العلم والحرص عليه، يواصلون فيه الليل بالنهار, والنهار بالليل، ولذلك يقول جدي محمد علي رحمه الله في وصف طلبة العلم: وأقصاص طلاب العلوم أمامهم موقرة من هيبة وجلالِ وأكثر طلاب المدارس همه بيان حرام أو بيان حلالِ يظلون لا يألون حتى كأنهم وليس بهم داء مراض سُلالِ وعمارها من كل ضنء كريمة كريم خلال من كريم خِلالِ أَغَرّ كمصباح الظلام بل انه كمثل تَلال العارض الْمُتَلالِ يقيمون فرض الخمس عند ندائها نداء للاعمى أو نداء بلالِ (يظلون لا يألون) أي: ليس لهم أية راحة، يجتهدون طيلة الوقت.

(وليس بهم داء مراض سُلال) أي: كأنهم مصابون بالسل الرئوي، وليس بهم داء.

ويقول أيضًا: لي جيرة كنجوم الصحو غُرَّانُ شمٌّ طهارى ثيابًا أينما كانوا من كل قطر تواخي بينهم كرمًا هماتهم وأروم القوم شُذَّانُ يزدان بالعلم أهل العلم كلهم والعلم من جيرتي يسمو ويزدانُ لا أستلذ مقامًا بينهم فرقًا من الفراق ولا آسى إذا بانوا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015