إبلاغ النبي صلى الله عليه وسلم الرسالة كما أمر

وقد قام صلوات الله وسلامه وبركاته عليه بإبلاغ الرسالة، وأداء الأمانة، والنصح للأمة، وبلغ البلاغ المبين، ونصح تمام النصح، فما ترك خيراً إلا ودل الأمة عليه ورغبها فيه، وما ترك شراً إلا وبينه لها وحذرها منه، فعليه أفضل الصلاة والسلام، وهذا من كمال نصحه، ومن كمال شفقته، ومن كمال حرصه صلوات وسلامه وبركاته عليه على سعادة ونجاة أمته.

ومن كمال نصحه عليه الصلاة والسلام -وقد بين كل ما يحتاج الناس إليه- أنه رغبهم في حفظ هذا الحق، وفي العمل لهذا الحق، وفي الأخذ بهذا الحق.

أما بالنسبة لكتاب الله العزيز فقد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، وهذا فيه حث على تعلم القرآن وتعليمه، ومعرفة ما فيه من الخير، وما فيه من الهدى، وأن الذين يشتغلون بتعلمه وتعليمه هم خير الناس.

وأما بالنسبة للسنة المطهرة فقد قال صلوات الله وسلامه عليه: (نضر الله امرأً سمع مقالتي فوعاها، وأداها كما سمعها، فرب مبلغ أوعى من سامع، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه)، وهذا الحديث جاء بروايات كثيرة، وهو يدل دلالة واضحة على أن المشتغل بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دعا له صلوات الله وسلامه عليه هذه الدعوة العظيمة، وهي أن ينضره الله، وأن تكون له النضارة، وأن يكون على هذا النحو الذي دعا به رسول الله صلوات الله وسلامه عليه.

وهذا ترغيب منه صلوات الله وسلامه عليه في تلقي سنته، وفي حفظها، وفي التفقه فيها، وفي نقلها من سلف الأمة إلى من وراءهم، وهكذا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015