والرسول صلوات الله وسلامه عليه لما أرسله الله سبحانه وتعالى رحمة للعالمين أرسله برسالة كاملة عامة شاملة، خالدة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، هذه الرسالة العظيمة جمع الله تعالى فيها ثلاث خصال هي: الكمال: فلا نقص فيها بوجه من الوجوه، وقد نوه الله بهذه النعمة بقوله سبحانه وتعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا} [المائدة:3]، فنوه الله سبحانه وتعالى في هذه الآية بالكمال الذي حصل في شريعة رسول الله عليه الصلاة والسلام في هذه الآية الكريمة.
وأما عمومها وشمولها فقد جاء ذلك في آيات كثيرة، كما قال الله عز وجل: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} [الإسراء:105].
وأما خلودها وبقاؤها إلى نهاية الدنيا وشمولها لكل أحد وأنه لا يسع أحداً الخروج عنها، فقد بينه صلوات الله وسلامه عليه في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه أنه عليه الصلاة والسلام قال: (والذي نفسي بيده! لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بالذي جئت به إلا كان من أهل النار)، فهذا فيه أن هذه الشريعة عامة لكل أحد، وناسخة لجميع الشرائع، وأنه بعد بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يظفر أحد بالسلامة والنجاة والخلاص من النار إلا باتباع هذا الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.